
في عالم يتسارع فيه كل شيء، ننسى أحيانًا أن النوم الصحي ليس مجرد راحة، بل هو أساس الصحة الحقيقية. كأب، أتساءل دائمًا: كيف يمكننا كعائلات أن نضمن لأطفالنا نوماً هانئاً ينعكس إيجاباً على نموهم وتعلمهم؟
لماذا يعتبر النوم الركيزة المنسية في صحتنا الحديثة؟

يتحدث الطبيب كارلوس نونيز في مقاله “لماذا النوم هو الركيزة المفقودة في الرعاية الصحية الحديثة” عن أهمية معاملة النوم الصحي كعنصر أساسي للصحة العامة، إلى جانب التغذية والرياضة. عندما يقل نوم الصغار، نلحظ كآباء آثاراً خطيرة تظهر لاحقاً، ويكشف عن حجم اضطرابات النومغير المعالجة مثل انقطاع النفس النومي، حيث يعاني حوالي مليار شخص حول العالم منه، وما يصل إلى 80٪ من الحالات لا تُشخّص ولا تُعالج!
هذا يذكرني بأهمية أن نكون قدوة لأطفالنا في العادات الصحية. النوم الجيد ليس ترفاً، بل استثمار في مستقبلهم.
كيف يؤثر النوم على نمو أطفالنا وتعليمهم؟

الأطفال الذين يحصلون على قسط كافٍ ومريح من النوم يكونون أكثر انتباهاً، وأكثر قدرة على التعلم، وأكثر سعادة! النوم يساعد في ترسيخ الذكريات وتنمية المهارات الاجتماعية والعاطفية. في المقابل، قلة النوم يمكن أن تؤدي إلى صعوبات في التركيز وتقلبات المزاج.
تخيلوا معي: طفل يستيقظ مرتاحاً بعد نوم عميق، يكون مستعداً لاستقبال يوم جديد مليء بالاكتشافات والضحكات. أليس هذا ما نتمناه جميعاً لأطفالنا؟
كيف نُحسّن نوم العائلة؟

1. روتين ثابت قبل النوم: مثل قراءة قصة أو الاستماع إلى موسيقى هادئة.
2. تقليل وقت الشاشات قبل النوم: الضوء الأزرق يمكن أن يعطل إنتاج الميلاتونين، الهرمون المسؤول عن النوم.
3. بيئة مريحة: غرفة مظلمة وهادئة ودرجة حرارة مناسبة.
4. النشاط البدني خلال النهار: الحركة واللعب تساعد الأطفال على النوم بشكل أعمق.
لماذا لا نجعل من روتين النوم الصحي وقتاً خاصاً للعائلة؟ لحظات من الهدوء والارتباط قبل أن يغفو الصغار.
التكنولوجيا والنوم: كيف نوفق بينهما؟
في عصر التكنولوجيا، أصبح من الصعب أحياناً فصل الأطفال عن الأجهزة. لكن من المهم أن نضع حدوداً واضحة. التكنولوجيا لو وضعتنا بدراية، تصير صديقة لنومنا! مثلاً، استخدام التطبيقات التعليمية أو القصص المسموعة يمكن أن يكون خياراً رائعاً بدلاً من الألعاب المثيرة في المساء.
الفكرة هي عدم منع التكنولوجيا، ولكن توجيهها لخدمة صحة أطفالنا. كعائلة، يمكننا أن نختار معاً أنشطة مسائية تعزز الاسترخاء بدلاً من الإثارة، لضمان نوم عميق.
هل النوم الصحي هو الهدية الأغلى لأطفالنا؟
النوم الصحي هو هدية ثمينة نقدمها لأطفالنا، فهو لا يقوي أجسادهم فحسب، بل يعزز قلوبهم وعقولهم أيضاً. كما يقول المثل العربي: “النوم سلطان”، حقاً يا جماعة! حتى مثلنا القديم يعرف ما لا نعرفه. فهو حقاً ملك الصحة والسلامة.
لنتذكر دائماً أن العناية بنوم أطفالنا هي استثمار في سعادتهم ونجاحهم المستقبلي. هل جرّبت أن تعدّي مع طفلك أشياءاً تفرحه غداً بينما هو نائم؟ هكذا يتحوّل النوم إلى مغامرة!
بناءً على ما نجده في المصادر الموثوقة: Why sleep must become a central pillar in modern health care [PODCAST], أحد المدونات الطبية المرموقة, 2025/09/04