أبعد من شاشة تنثني: كيف تفتح الهواتف القابلة للطي أبواب الفضول لأطفالنا

طفل يكتشف هاتفاً قابلاً للطي بانبهار

في أمسية هادئة، بعد أن خفت ضجيج اليوم، كنا نجلس معاً، تتأرجح نظراتنا بين شاشة هاتف تعرض آخر الأخبار التقنية وألعاب الأطفال المبعثرة على الأرض. كنا نتحدث عن أحدث هواتف الطي، وفي تلك اللحظة تذكرت نظرة الدهشة الخالصة في عيني صغيرتنا عندما رأت جهازاً كهذا لأول مرة. أحياناً، تكشف لنا هذه اللحظات الصغيرة كيف يمكن للتكنولوجيا أن تكون أكثر من مجرد أداة باردة… يمكن أن تكون جسراً دافئاً نعبره معاً نحو فهم أعمق وتعلم مشترك.

الشاشة المطوية: نافذة على عالم من الأسئلة

عندما رأت ابنتنا ذلك الهاتف القابل للطي، لم تكن أسئلتها عن مواصفاته أو سعره. كانت أسئلتها بسيطة وعميضة في آن واحد: “كيف تنثني الشاشة دون أن تنكسر؟” و “هل يمكنني أن أصنع شيئاً كهذا بالورق؟”. في عيون أطفالنا، كل تقنية جديدة ليست مجرد منتج، بل هي لغز يدعوهم للحل وفرصة للفهم. هذا هو جوهر فوائد الهواتف القابلة للطي في تعليم الأطفال المرونة والفضول.

الجميل في هذه الأجهزة أنها تقدم نموذجاً مادياً ملموساً لمفاهيم قد تبدو مجردة، مثل المرونة والتكيف. ربما نبتسم عندما نرى أحد أطفالنا يحاول طي كتابه المقوى بنفس الطريقة، تلك المحاولة العفوية التي ترى في كل جديد إمكانية للعب والتعلم. هنا تكمن القيمة الحقيقية، في تحويل لحظة عابرة مع جهاز إلى حوار ينمي العقول الصغيرة.

من أداة إلهاء إلى جسر للتعلم المشترك

كم مرة لجأنا إلى الهواتف لتكون وسيلة لإلهاء الأطفال بينما نحن منشغلون؟ كلنا مررنا بهذه اللحظة، أليس كذلك؟ لكن الفكرة التي تشغلني هي كيف نحول هذه اللحظات إلى فرص ثمينة. كيف تحول الهاتف القابل للطي إلى جسر للتعلم المشترك مع الأطفال؟

يمكن أن يصبح هذا الجهاز أداة لشرح أساسيات الهندسة البسيطة ونحن نطويه معاً، أو نستخدم فكرة الطي لتجارب منزلية باستخدام الورق أو حتى مناشف المطبخ. أراها تفعل ذلك بلمستها الهادئة، تحوّل كل شيء إلى فرصة للتعلم دون أن يشعر الأطفال بأنهم في درس. استخدام شاشته المقسمة لشرح فكرة تقسيم المهام أو الوقت، أو حتى استخدامه كمصدر إلهام لصنع مجسمات ورقية قابلة للطي. الأهم من كل هذا هو أن هذه التجارب تبني حوارات صغيرة تملأ بيتنا بالضحك والتعلم، بعيداً عن أي شعور بالواجب الرسمي.

عندما تربط التكنولوجيا بين الأجيال

تذكرت يوماً، بينما كنا نعد لحقيبتنا لزيارة الجدة، كيف كانت ابنتنا تحمل جهازها القابل للطي بفخر كأنه كنز. هناك، لفت انتباهي مشهد صغير. كانت حفيدتها تشرح لها بحماس كيف يعمل الهاتف. لكن الأجمل كان رد فعل الجدة، فبدلاً من أن تبدي جهلها بالتقنية، أخذت قطعة قماش وبدأت تشرح للطفلة كيف كانت تطوي الملابس بإحكام ودقة متناهية لتناسب الحقائب الصغيرة قديماً.

هذه هي المساحات السحرية التي قد تفتحها لنا الأدوات الحديثة دون أن نخطط لها. مساحات تسمح لأطفالنا ببناء جسور تواصل مع الأجيال الأكبر. في هذه اللحظات، تصبح الأم التي تراقب هذا التفاعل عن بعد، جسراً صامتاً يربط بين الماضي والمستقبل، وتشجع على حوار بلغات مختلفة… لغة التكنولوجيا ولغة الحكمة والتجربة.

إعداد أطفالنا لمستقبل مرن

التكرار ليس فشلاً، والانثناء ليس انكساراً.

عندما أرى صبرها الهادئ وهي تتابع محاولات الأطفال المتكررة في طي الورق أو حل مشكلة تقنية صغيرة، أدرك أننا لا نعدهم لمهارات المستقبل فحسب، بل نغرس فيهم ما هو أهم: المرونة الذهنية. تلك الهواتف التي تُطوى وتُفتح عشرات المرات يومياً، تعلمنا نحن وأطفالنا درساً بسيطاً.

هذه الأجهزة، بكل ما تحمله من قلق حول تأثيرها، قد تكون محطات عبور نحو مهارات أعمق. القدرة على التفكير خارج حدود الشاشة الثابتة، واستكشاف حلول من زوايا متعددة، تماماً مثل طيّات الهاتف نفسه. بين يديها الحنونتين، أي أداة تقنية تتحول إلى وسيلة لزرع فضول لا يتوقف، وشجاعة لتقبل عالم دائم التغير… عالم قابل للطي.

المصدر: Samsung’s Tri-Fold is a Game Changer for Foldables, Geeky Gadgets, 2025/09/13

أحدث المقالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top