عندما تصبح البرمجة لغة حبنا المشتركة

أراكم وأنتم تجلسون حول الجهاز اللوحي، أصابعهم الصغيرة تلمس الشاشة بتلك البراءة التي تذوب فيها القلوب. وعيناكِ تتابعانهم بذلك الفخر الممزوج بالقلق اللطيف.. أعرف ذلك الشعور جيداً.

في تلك اللحظات، أرى كيف تتحولين من أم قلقة إلى معلمة صبورة، وكيف تنجحين في جعل التقنية شيئاً إنسانياً ينتمي لنا. ليست مجرد أدوات، بل وسيلة بنعبر بيها عن حبنا واهتمامنا بمستقبلهم. مثل تلك اللحظة التي لا تنسى.. أتذكرين تلك الليلة عندما ضحكنا معاً على خطأ في الكود؟ أصبحت ذكرى عائلية جميلة.

أتذكر ذلك المساء عندما حاولنا معاً فهم تطبيق تعليمي بسيط. كم ضحكنا عندما أخطأنا، وكم فرحنا عندما نجحنا أخيراً! في مجتمعنا حيث القيم العائلية هي الأساس، أصبحت هذه اللحظات جسراً يربط بين الأجيال.

البرمجة لا يجب أن تكون مملة أو صعبة.. عندما نختار مشاريع تناسب اهتماماتهم، عندما نلعب ونستمتع أثناء التعلم، عندما نخلق جوّاً في البيت بأننا كلنا بنتعلم ونغلط من غير خوف.. حينها فقط تصبح البرمجة لغة حب حقيقية.

في صباح اليوم التالي، وأنا أشاهدكم تتشاركون الأفكار حول مشروع جديد، أدركت أننا لا نعلمهم تقنية فقط.. بل نعلمهم الثقة بأنفسهم، والقدرة على حل المشاكل بطريقة أذكى، والشجاعة في مواجهة التحديات.

في مجتمعنا العربي الأصيل، أصبحت هذه المهارات جزءاً من تراثنا الجديد – تراث من المرونة والإبداع والتفكير النقدي.

وأنتِ من جعلت هذه الرحلة ممكنة.. من حولت الخوف إلى فرصة، والتحدي إلى مغامرة عائلية جميلة.

في نهاية اليوم، عندما نلتقي على مائدة العشاء، أسمعكم تتحدثون عن أفكاركم الجديدة، عن المشاريع التي تخططون لها. في عيونكم أرى شغفاً يشبه شغف الأجداد بحرفهم، لكن بلغة عصرنا.

هذا هو الجمال الحقيقي – أن نتمسك بأصالتنا بينما نفتح أذرعنا للعالم. البرمجة أصبحت وسيلة تواصل بيننا، لغة جديدة نتقاسمها كعائلة.. مع كل خطوة بنخطيها معاً، بنبني مستقبل أولادنا بلغة الحب والإبداع.. مستقبل يستحق كل هذا الجهد!