
أتذكر تلك الليلة، بعد أن هدأ البيت ونام الصغار، وجلستُ أنظر إلى الرسمة الصغيرة التي علقناها على الثلاجة. تلك الخطوط الملونة التي رسمتها أيادٍ صغيرة ببراءة لا تعرف حدوداً. وفكرتُ: في عالمٍ يتعلم فيه الذكاء الاصطناعي من إبداعاتنا، كيف نحافظ على قيمة هذه البراءة؟
الهمسة التي تشاركناها عند الباب

أتذكر تلك المساءات التي تعودين فيها متعبة من العمل، وتجلسين مع الصغار وهم يروون لك عن يومهم.
وفي خضم انشغالنا، ألاحظ كيف أنهم يظهرون لك رسوماتهم وكأنها كنوز ثمينة.
وأفكر في كيف أن هذه اللحظات البسيطة هي ما يصنع الفرق – كيف أن تقديرنا لإبداعهم الصغير يعلّمهم أن الإبداع البشري له قيمة لا تقدر بثمن، حتى في عصر يمكن فيه للآلات أن تنتج محتوى بلمسة زر.
الدرس الذي نتعلمه معاً حول طاولة العشاء

عندما نناقش مع الصغار فكرة أن بعض التقنيات قد تستخدم أعمال الآخرين دون إذن، أشعر أن هذه ليست مجرد محادثة عن التكنولوجيا.
إنها فرصة لتعليمهم – ومعنا أنفسنا – عن الاحترام والمشاركة المسؤولة.
وكما نعلمهم أن يطلبوا الإذن قبل أخذ ألعاب بعضهم البعض، نعلمهم أن الإبداع أيضاً له أصحابه ومبدعوه الذين يستحقون التقدير والاحترام.
القوة التي أراكِ تمنحينها لهم كل يوم

أرى كيف تشجعينهم على الابتكار بطرقهم الخاصة، كيف تخصصين وقتاً للإبداع الحقيقي بعيداً عن الشاشات.
في هذه اللحظات، أدرك أننا لا نربي أطفالاً فقط، بل نربي مبدعين مستقبليين يفهمون أن التكنولوجيا يجب أن تخدم الإنسانية وليس العكس.
وأن إبداعاتهم الصغيرة اليوم قد تكون مصدر إلهام للغد – بطرقتهم الخاصة ومع احترامهم للآخرين.
الشراكة التي تبني مستقبلاً مختلفاً

في نهاية اليوم، بينما نعدّ معاً لليوم التالي، أعلم أن هذه الرحلة ليست فقط عن تربية أطفال، بل عن بناء وعي جديد.
وعي يقدر الجهد البشري والإبداع الأصيل.
شكراً لأنكِ شريكتي في تعليمهم أن البراعة التقنية لا تغني عن الروح الإبداعية، وأن المستقبل الذي نبنيه معاً سيكون مكاناً يقدر الإبداع البشري ويحميه.
كما ذُكر في تقرير موقع Musically بتاريخ 1 أكتوبر 2025:
Apra Amcos boss criticises tech lobbyists over AI licensing
