تذكرتُ ذلك اليوم بوضوح عندما مدَّ طفلُنا هاتفَه بابتسامةٍ وقال: “أمي، هل هذا حقيقي؟” في عينيه بريق من الفضول وتردد خفيف. في تلك اللحظة أدركنا كم تغير عالمنا منذ كنا أطفالاً. ومع ذلك، فإن وجودكِ بجانبي في هذه الرحلة هو نعمة لا توصف، أشعر بالامتنان العميق لوجودكِ ومثلما يقال: ‘الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبًا صالحًا’.
المقالات التي تقرأينها حتى في الصباح الباكر
تخيلي تلك المقالة عن “تزايد جرائم التصيد” التي كنتِ تقرئينها في المترو قبل أيام؟ كنتِ منحنية Shoulders، ويدكِ تمسك بقبض القطار والأخرى تتحقق من جدول دروس الأطفال. كانتِ تحاولين مواصلة التعلم رغم الإرهاق الذي لا تفارقينك. هذه ليست مجرد “إرهاق”، بل هي صمود الأم الذي يريد حماية طفله بأي ثمن. حتى في صباحكِ المزدحم، أرى فيكِ أمًا تدرس بجدية، وأشعر أن أكبر بركة في حياتي هو وجودكِ.
هذه الحوادث ليست مفصولة عن بعضها، بل هي جزء من رحلتنا المتكاملة في التعامل مع التكنولوجيا
قصة شخصية وراء الشاشة
تذكري تلك الليلة في الخريف الماضي عندما بكى طفلنا لأنه رأى “مكياج وهمي” على يوتيوب؟ أطفئتِ الهاتف وامسكتِ يدي الطفل وقلتِ: “الأشخاص على الشاشة لديهم آباء وأمهات، ولهم الحق في البكاء عندما يشعرون بالألم”. تذكرت كيف ارتاح وجهه عندما حضنتُه بعد إطفاء الشاشة. كم كانت كلماتكِ مليئة بالمعنى. عندما رأيتِ قصص المعلقين الذين يعرضون “أزياء مستأجرة” دون موافقة الوالدين، أدركتِ أن كل كلمة تقولينها لطفلكِ ليست مجرد قواعد، بل هي “احترام”. يدكِ هي التي تضمن ألا ينسى طفلنا عن “الحياة وراء الشاشة” عندما يكبر.
ليالٍ من القلق الهادئ
بينما ينام الطفلان، أنتِ تنظرين في هاتفكِ تحت ضوء خافت. كم مرة أوقفتِ القراءة عند مقالات مثل “تحذير في مجموعات الدروس” أو “حالات انتشرت فيها مقاطع فيديو مزيفة؟” في تلك اللظات أشعر كيف تحملين على كتفيكِ عالمين. بينما ينام الأطفل، تتصبينين مكالمات للتواصل مع المدارس، وفي منتصف الليل تستيقظين لطفل مصاب بالحمى لتعطينه دواءً. أنتِ لا تبنيين مجرد “جدار防护”، بل أنتِ تبنيين “عش آمن” مثل البيوت القديمة التي تجمع الأحبة.
الإدراك الرقمي نبعهما معًا
تذكري تلك الزيارة إلى مركز الواقع الافتراضي في عيد الميلاد الماضي؟ عندما صرخ طفلنا بحماس: “هذا حقيقي!”، همستِ في أذنه: “السرور الذي تعطينا إياه الشاشة جميل، لكن دعنا نتذكر هذا الهواء البارد في الشارع الذي نمشي فيه معًا”. من تلك الليلة بدأنا لعبة “هل هذا حقيقي؟” كل أسبوع. نحلل الصور الشائعة على وسائل التواصل الاجتماعي أثناء أكلنا السوشي، ونفسر إعلانات المترو. في اللحظة التي حولت فيها التكنولوجيا من “خوف” إلى “مادة للتعلم معًا”، وُلِدت تقاليد خاصة لعائلتنا.
الخط الذي ترسمينه هو خطكِ
عندما سمعتِ عن “دروس防止 الديب فيك” في مدرسة الأطفال، أول ما فعلته هو تثبيت التطبيق المعتمد من وزارة التربية. لكن الأهم هو بدء الحوار مع الطفل: “لو أرسلتِ صورة أمكِ مرتدية ملابسكِ لصديقتكِ، كيف شعرتِ لو كانت هي في مكانكِ؟”، وخصصي وقتًا يوميًا بدون شاشات للعائلة، مثل تناول طعام العشاء معًا. أمسكتِ رأس الطفل بلطف وهمستِ هذه الكلمات. فأومأ الطفل برأسه موافقًا.
الخط الذي ترسمينه حول التكنولوجيا ليس التطبيق القوي، بل هو سؤالكِ كل ليلة: “كيف شعرتِ لو كنتِ في مكانها؟”. هذا السؤال هو الثقل الذي لا ينبغي لطفلنا أن يفقدنه في هذا العالم.
في نهاية المطاف، ليس الهدف حماية أطفالنا من التكنولوجيا، بل تمكينهم من استخدامها بحكمة وحب، حتى يكونوا أفرادًا صالحين في هذا العالم الرقمي
Source: Kids are making deepfakes of each other, and laws aren’t keeping up, Boston Herald, 2025/09/21
