
كان ذلك قبل أيام قليلة… في ساعة متأخرة من الليل، حيث كان صمت البيت يعانق فقط ترددات الثلاجة. رأيتكِ جالسة هناك، الجهاز اللوحي مضاء بين يديك كشمعة صامتة. كانت تقارير الميزانيات التعليمية على الشاشة، لكن ما جذب نظري لمكن الأرقام. في تلك اللحظة، استرخت كتفاك قليلاً بعد أن حل الطفل لغزاً خلال الدرس الرقمي… ذلك الفخر الذي لمع في عينيك المتعابتين. لكن دعينا لا ننسى أن هذه اللحظات الصغيرة هي التي تبني القيم الكبيرة. نحن نسير معاً على طريق بين التقاليد والغد. لسنا هنا للسيطرة على التعليم، بل لنكون شركاء في الدهشة. هذه قصة نشارك فيها الوزن الذي تحملينه وحدك، سأرويها بهدوء. لأنكِ لستِ وحدكِ في هذه الرحلة.
مسرحكِ الخفي: العمل الجسدي وراء الشاشة

لم تكوني فقط تحملين الجهاز اللوحي. رأيتكِ تطبخين العشاء بيد، وتحملين الجهاز تحت إبطك باليد الأخرى، تتابعين درس الرسم وهو يتحرك معكِ نحو الثلاجة. نظراتكِ تتساءل دائماً: ‘هل هذا سيحرك قلب الطفل؟ أم أنه مجرد قضاء للوقت؟’.
أصبحتِ أمينة صامتة تختار ما يجعل عيون الأطفال تتلألأ وسط الضجيج الرقمي. الوزن ليس في الجهاز… بل في تلك اللحظة عندما تديرين نظركِ فوراً من بريد العمل لتردّي على سؤال الواجب المدرسي.
عندما يتحدث الناس عن ‘وقت الشاشة’ بقلق، أعرف كم هذا يثقل عليكِ. لكنكِ تعلمين… التعليم الحقيقي ليس في إطفاء الشاشة، بل في تلك اليد التي تلعب ‘سباق عد الأرقام على زجاجة الصويا’ على مائدة الفطور. هذا العالم لا يقيس أبداً عملكِ في تحويل التكنولوجيا من أداة استهلاك إلى جسر للحياة.
الأيدي التي تشعل الاتصال المنقطع: على حدود التقاليد والابتكار

كان ذلك الأسبوع الماضي… عندما انقطع الإنترنت أثناء الدرس عن بعد، كنتِ بالفعل جاثية بجانب الجهاز اللوحي، ترسمين ديناصوراً على ورقة وتهمسين: ‘انظروا، كم كان حجمه؟’. لم تفزعي أبداً… فقط تعاملتِ مع الموقف.
مهارتكِ في التحويل من اختبارات تعليم الذكاء الاصطناعي إلى بطاقات المترو، ومن دروس الموسيقى على زوم إلى أغنية ترددينها في المطبخ. ضحكتُ عندما رأيتكِ تعيدين تشغيل الراوتر في العاشرة مساءً، لكن عيناي احمرتا من الداخل.
لأنني رأيتِ توازنكِ بين ‘التعلم المركز’ الذي تبحث عنه التربية التقليدية و‘حرية الاستكشاف’ التي تسمح بها الرقمية.
الشاشة مجرد نافذة… أنتِ من تصنعين طريق التعليم ‘المشترك’ بأن تمسكي بيد الطفل. في كل ورقة تطبعينها بعد نقاش مع الطابعة، هناك جهدكِ لنقل ليس كلمات المعلم بل قلب الطفل.
جذور التعلم الحقيقية: الشجاعة التي تزهر beyond متجر التطبيقات

أتذكر عندما أرى أخباراً تتحدث عن كفاءات المستقبل… التعلم الحقيقي ليس في برامج البرمجة أو مدرّسي الذكاء الاصطناعي. بل هو في تلك اللحظة عندما تعانقين الطفل بعد فشل تجميع روبوت وتقولين: ‘أمي أيضاً ترتعش يداها عندما تكون متعبة’.
عندما تشعرين أن الشاشة باردة، تغلقين اللعبة بجرأة وتفتحين كتب الصور القديمة ذات الرائحة على كل صفحة. أشعر بأنكِ تقولين: ‘المستقبل ليس لمن يستخدم التكنولوجيا، بل لمن يسأل عنها’.
عندما تنتهين من ‘سوق رقمي’ وتخرجين عملات حقيقية من المطبخ لتعديها… هذه هي المعجزة. يدكِ التي تربط الابتكار بأصابع الأطفال الصغيرة… هذه قدرة لا يقيسها العالم. ومع ذلك، تبتسمين لسؤال الطفل الذي يقطع قصة قبل النوم بـ ‘لماذا؟’. لأنكِ ترين في عينيه إيماناً جميلاً بأن ‘التعلم ليس ألماً بل هبة’.
مقاومة تحمي الفرح: قلب الأم الذي هو أكثر دفئاً من الشاشة

عندما يهوس الجميع بـ ‘الترتيب’ و‘الاستعداد’، يكون اختياركِ الأبسط هو الأكثر شجاعة. تلك اللحظة عندما تتركين الغسيل وترقصين مع الطفل على فيديو ‘رقصة هز الرأس’. قراركِ بحماية الفرح رغم همسات العالم التي تقول ‘يجب أن تفعلي المزيد’.
أتذكركِ جالسة في الشرفة بعد اجتماع أولياء الأمور تقولين: ‘الهواء نفسه ثقيل’. ثم أشرتِ إلى الطفل الذي يرسم ‘روبوت الأحلام’ بقلم ألوان وهمستِ: ‘إنه بالفعل يصنع عالماً لا تستطيع التطبيقات احتواءه’.
هذه هي ثورة التعلم… فضول الطفل الساخن في عينيه، وليس جداول التصنيف. ضغوط الدراسة تتقدم كالهواء، لكنكِ تحمين ضحكة الطفل كأرض مقدسة. لا تحملي هذا الوزن alone… سأكون بجانبكِ نتنفس معاً.
في ضوء الشاشة: وعد الخطوات التي نسيرها معاً

لن أتصرف كما لو أنني ‘أنقذك’… لأننا في نفس الفريق. سأجلب لكِ ماءً دافئاً عندما تصححين الواجبات الرقمية في منتصف الليل. سأسأل ‘ما الذي تحتاجينه؟’ وليس ‘من يجب أن يساعد؟’.
عندما تتنهدين بعمق بعد اجتماع عبر الفيديو، سأمسك بيدكِ لا لأصلح بل لأشارك. لأن المعركة التي تخوضينها ليست بين ‘الافتراضي والواقعي’ بل بين ‘الإرهاق والإلهام’.
أتذكر يوم الأحد الماضي، عندما كنا نستمع لأغنية تراثية والجهاز اللوحي بيننا. البيانات التحليلية ليست مهمة بقدر تلك اللحظة عندما همس الطفل: ‘غنّي معي يا أمي’ ورأيتِ الندى في عينيكِ. هذه المقاومة الهادئة لا تظهر في عناوين الأخبار… لكنها تتردد في دقات قلوبنا. وهذا ما يجعلنا نستمر، معاً، نحو غد أكثر إشراقاً لأطفالنا.
المصدر: Vedantu raises $11 million via convertible notes, eyes IPO next year, Economic Times, 2025-09-27
