عندما تسألهم ‘لماذا’ لألف مرة

أب وأم ينظران إلى أطفالهما النائمين بكل حب

أتذكر تلك الليلة، حين هدأ الضجيج ونام الصغار، وجلستُ أنظر إليكِ وأنتِ تُرتبين ألعابهم المبعثرة في الغرفة. فكرتُ في كل تلك الأسئلة التي لا تنتهي التي يطرحها علينا الصغار كل يوم: “لماذا السماء زرقاء؟”، “كيف تطير الطائرة؟”، “ماذا يوجد داخل التلفاز؟”. في عيونهم، نحنُ مصدر كل المعرفة، وفي قلوبنا، الرغبة في أن نكون جديرين بهذه الثقة.

الأسئلة التي تفتح الأبواب

أرى في عينيكِ نفس التعب الذي أشعر به أحياناً بعد يوم من الأسئلة المتلاحقة. لكني أرى أيضاً ذلك الفخر عندما نتمكن معاً من إيجاد إجابة تشبع فضولهم.

لاحظتُ كيف أصبحنا نبحث معاً عن الإجابات، وكيف تحولت لحظات الحيرة إلى فرص للاكتشاف المشترك. في هذه الرحلة، تعلمتُ أن كل ‘لماذا’ هي هدية، وهي فرصة لنقول لهم: هيا بنا نكتشف معاً! وكل سؤال هو بداية مغامرة جديدة نعيشها معاً.

العلم في تفاصيلنا اليومية

عائلة تطبخ معاً في المطبخ وتتعلم علوم الخبز

أتذكر ذلك المساء عندما كنا نطبخ معاً، وكيف حوّلنا عملية الخَبز إلى درس في الكيمياء. رأيتُ عينيهما تتسعان دهشةً عندما شرحنا لهم كيف تتفاعل المكونات مع بعضها.

مثلما نخلط الأطعمة في أطباقنا المفضلة، نخلط العلوم بحياتنا.

في تلك اللحظة، أدركتُ أننا لسنا بحاجة إلى مختبرات متطورة لنغرس حب العلم، بل إلى عيون ترى المعجزة في الأشياء العادية من حولنا.

علمتني أن أعيد اكتشاف العالم من خلال عيون أطفالنا.

الخريطة التي نرسمها معاً

ومن المطبخ إلى الشاشة، أصبحت أدواتنا اليومية جسوراً للاكتشاف.

في صباح اليوم التالي، رأيتُكم تجلسون معاً حول الجهاز اللوحي، تبحثون عن إجابات لأسئلة الأمس. شاهدتُ كيف تحول فضولهم الطبيعي إلى رحلة اكتشاف مشتركة.

تعلمتُ منكِ أن أهم ما نمنحه لأطفالنا ليس المعلومات الجاهزة، بل الشغف بالمعرفة والقدرة على البحث. أنتِ من تصنعين من منزلنا مدرسة، ومن حياتنا اليومية منهجاً للتعلم.

الثقة التي نبنيها معاً

أم تبتسم بينما تجيب على أسئلة طفلها بكل صبر

أحياناً، عندما أسأل نفسي إن كنا نفعل ما يكفي، أشعر بالفخر حين نجيب جميعاً على أسئلة أطفالنا بابتسامة وصبر.

أتذكر أن المعرفة ليست فقط في الإجابات الصحيحة، بل في الثقة التي نمنحها لهم ليواصلوا السؤال. هل نستطيع حقاً أن نكون المصدر الذي يلهمهم لاكتشاف العالم؟

شكرًا لأننا نتذكر دائمًا أن أعظم هدية نقدمها لأطفالنا هي الشجاعة أن يكونوا فضوليين، والثقة أن العالم مكان يستحق الاستكشاف.

رحلة لا تنتهي

اليوم، وأنا أشاهدهم يكبرون، أدرك أن تلك الأسئلة التي كانت تبدو بسيطة كانت في الحقيقة الأساس لشغف دائم بالمعرفة.

شكرًا لأنكِ شريكتي في هذه الرحلة، لأنكِ تمنحينني القوة لأكون الأب الذي يستحق ثقتهم، ولأنكِ تذكريني أن أعظم الدروس لا تُعلم في الفصول، بل تُعاش في تفاصيل حياتنا اليومية.

معاً، نصنع عالماً حيث الفضول يضيء الطريق، والمعرفة تكون مغامرة لا تنتهي، والحب—نعم الحب—هو أقوى درس نعلمه!

المصدر: Show HN: LunchSTEM (probably) the best STEM knowledge base in the world, Github, 2025-09-27

أحدث المقالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top