
كانت تحضرين الماء الساخن لعشاء العائلة، وأنتِ تمسكين الوليد بينما تلعب الذبابات حول سكّين التقشير. فجأةً سمعتُ: “ماما، هل النملة تشرب لبن الزبادي؟” يكرّر الابن سؤاله كلما رأى قوافل النمل تحت النافذة.
اطلعتُ على شاشة الجوال فوجدت خبرًا عن مبادرة «مغامرتي» السعودية لتحفيز استكشاف الصغار. نظرتُ إليكِ وأنتِ ترسمين خريطة كنزٍ على الأرض للفتيات، وشَعرتُ أن هذا الخبر لا يخص المدارس… بل يديكِ التي تصنع العِلم كل يوم من فتات الخبز.
هنا، في قلب هدوء المساء، نشاركك كيف تحول هذا الخبر إلى سلسلة رحلات نعيشها معًا: ليس بتطبيقات جاهزة، بل بلحظاتٍ تصبح الأسئلةُ فيها جسورًا نعبرها معًا كعائلة.
من الخبر إلى ليلةٍ تحت النجوم: كيف تحوّل «مغامرتي» إلى لغة العائلة

تذكرين ذلك المساء حين جلسنا في الفناء؟ بينما كنتِ تضعين الماء البارد على مائدة السحور، ظهر خبرٌ عن المبادرة الجديدة: “السعودية تطلق «مغامرتي» لتُعلّم الصغار البحث عن الإجابات، لا انتظارها!”
ضحكتِ قائلةً: “هذا مثل ليالي الوليد حين يسأل عن الغيم!” وفعلاً يا حبيبتي. شوفتنانا في الخبر عائلتنا بالظبط: كل يوم بيبدأ بسؤال عن أثر الجمل في الرمال، ويختم باكتشاف نعمله مع بعض وبدون معلمين!
تذكّري حين أسقطت الفتاةُ المِجحَف، فلم توبخيها… بل قلتِ: “هيا نبحث: لماذا السوائل تجري، والصخور تبقى؟”
كأنكِ تحولين خبر «مغامرتي» إلى لغةٍ تفهَمها العائلة: لا نكتفي بـ”لأنها طبيعة الماء”، بل نبدأ بـ”جربوا مع أبي: هل تطفو قشّة البامية؟”.
التكنولوجيا بين أيدي الطفل: مصباح يضيء الطريق لا يخلق الأسئلة

خبر «التعليم الرقمي» لما نزّلته، همستلي: “غدًا سأحمل تطبيق تحديد النباتات في نزهتنا؟” فكّرتُ في الفرق بين كلمات الخبر وأعمالنا.
هنا في بيتنا، التكنولوجيا ليست ساحرةً تُطلق الأسئلة… بل فانوسٌ يُضيء لنا الطريق.
كذلك المرة في رحلة الدرعية، حين وَصَل الابنُ تطبيق التعرّف على الطيور، فاكتشفنا طائر “الحبارى”، فقلتِ: “هيا نبحث: لماذا لا يطير بالشتاء؟”
وفي المطبخ، بينما تغسلين الخضار، سمعتكِ تموّلين: “الشاشات تُعلّمهم أسماء اليرقات، لكن رؤيتها تتحرّك في التراب هي التي تُطلق القلوب!”
صحيحٌ يا من تحملين الفضول في عينيكِ. حين لاحظتِ أن الابن يركّز على فيلم اليرقات، جلستِ معه في الحديقة: “انظرْ، هذه يرقةٌ حقيقية كأنها قطنٌ أخضر!”
رأيتُ عينيه تتسعان، ليس لإضاءة الشاشة… بل للكون الذي تفتحينه بأصابعك. يا سلام هذا يخليك تندم إنك ما كنتش حاطط كاميرا لكل حركة!
من المطبخ إلى الصحراء: الروتين اليومي يُصبح مختبر علوم

الأمس، بينما كنتِ تحضرين العصير، سألتِ الولد: “لماذا الزبدة لا تذوب مثل السكر؟” فشعرتُ أن هذا الخبر قد خصّص لي أن أرى فيكِ المُعلّمة المُختبئة.
المغامرات مش محتاجة مختبرات… بس أم بتدور عنها كل يوم وتحول طحن التمر لمشروع فيزياء بسيط!
كذلك الظهيرة الحارّة حين شرحتِ للفتاة لماذا الماء يغلي سريعًا تحت الشمس، باستخدام كوب زجاجي مقابل النافذة.
خبر «مغامرتي» لم يذكر شيئًا عن الأمهات في المطابخ، لكنّي رأيته في إصبعكِ الصغير حين ترفعين الرضيع ليرى بخار الماء: “انظر يا قمري، هذا هو الهواء الذي نتنفّسه!”
هنا في وطننا، المجسمات مش هيقيس العلم… بس ماما هي أول من اكتشف الجاذبية لما بقى فنجان القهوة على الأرض!
فحين أراكِ تحولين روتين الغسيل إلى سؤال: “لماذا تطفو القشة؟”، أفهم أنك لا تزرعين فضولًا يزول… بل تضعين جذورًا تُسقي عقولهم كلما طرحوا سؤالًا: “ماما، ما هذه النجمة؟”.
المصدر: India’s critical mineral push needs smart policy, AI-led exploration: Experts, Economic Times India, 2025/09/19 05:00:52
