
تخيلوا معي… جلسة عائلية هادئة، وفجأة يسألك طفلك الصغير: “من أين يأتي الأطفال؟” أو “لماذا يختلف جسمي عن جسم أختي؟”. في تلك الثواني القصيرة، تشعر بقلبك يدق بشكل أسرع، وتتسارع الأفكار في رأسك. كيف ترد؟ ماذا تقول؟ هذه اللحظات الصغيرة تحمل في طياتها فرصة ثمينة لبناء جسر من الثقة مع طفلك. أعترف، لقد مررت بهذه اللحظة مرات عديدة وقلبي يدق كما لو أني في سباق!
لماذا نشعر بالحرج من أسئلة أطفالنا؟
هل سبق وأن تساءلت لماذا تجعلك بعض الأسئلة تتعرق أو تشعر بموجة من الحرارة؟ الأمر ليس لأننا لا نعرف الإجابة، بل لأننا نخشى كيف سنقدمها. نخشى أن نخطئ في التعبير، أو أن نعطي معلومات أكثر مما يجب، أو أقل مما يحتاج. لكن في الحقيقة، خوفنا هذا ينبع من حرصنا الشديد على أطفالنا، ورغبتنا في حمايتهم من العالم المعقد الذي نعرفه.
الرد المناسب: ليس ما تقوله، بل كيف تقوله

المفتاح الحقيقي ليس في الإجابة المثالية، بل في الأسلوب الذي نقدم به الإجابة. مثل قراءة خريطة لمشاعرهم، الأمر ليس عن التفاصيل الدقيقة بل عن الاتجاه العام الذي يمنحهم الطمأنينة. طفلك لا يبحث عن محاضرة علمية، بل يبحث عن اطئمنان. عندما تسأل ابنتك الصغيرة عن الفروقات بين الجنسين، يمكنك أن تبدأ بسؤالها: “ما الذي جعلك تفكرين في هذا السؤال؟” هذا يمنحك وقتاً للتفكير، ويظهر لها أنك مهتم حقاً بفضولها.
الصدق مع الحكمة: كيف توازن بينهما؟
لا تحتاج إلى اختلاق قصص خيالية، لكنك أيضاً لست مضطراً لإعطاء كل التفاصيل. الإجابات البسيطة والصادقة التي تناسب عمر الطفل هي الأفضل. إذا سألك عن الولادة، يمكنك القول: “الأم تحمل الطفل في مكان خاص في بطنها حتى يكبر، ثم يخرج بحب ورعاية”. هذه الإجابة تحافظ على البراءة مع تقديم الحقيقة.
أجوبة الأطفال المحرجة اختباراً لذكائنا العاطفي، لا لمعلوماتنا العلمية
لكن ماذا لو كان السؤال يفوق معرفتنا؟ هنا تكمن الفرصة الحقيقية!
ماذا لو لم أعرف الإجابة؟
أحياناً، تكون أسئلة الأطفال عميقة جداً لدرجة أننا نفسنا لا نملك إجاباتها. في هذه الحالة، الصدق هو أفضل سياسة. “هذا سؤال رائع! دعنا نبحث عن الإجابة معاً” يمكن أن تكون بداية رحلة استكشاف جميلة مع طفلك. هذا لا يقلل من مكانتك، بل يظهر له أن التعلم عملية مستمرة حتى للكبار.
الخوف الأكبر: عندما يلجأ الطفل إلى الآخرين
إذا شعر الطفل أن أسئلته لا تجد أجوبة عندك، سيبحث عن إجابات elsewhere. هذا هو الخطر الحقيقي. لكن عندما تبني معه جسراً من الثقة، وتجيب على أسئلته – حتى المحرجة منها – بصدق وحكمة، سيجعلك مصدره الأول للمعلومات والطمأنينة. هذه الثقة هي هدية ثمينة تستمر طوال الحياة.
الأسئلة المحرجة: هدية في ثوب التحدي
في النهاية، تلك الأسئلة التي تسبب لنا الحرج يا لها من هدية رائعة مخبأة داخل لحظة محرجة! فرصة ذهبية لتعميق العلاقة مع أطفالنا، لبناء ثقة متبادلة، ولتعليمهم أن لا موضوعاً محظوراً في الحوار مع من يحبونهم. عندما تجيب على سؤال محرج بثقة وصدق، أنت لا تعطيه معلومات فقط، بل تعطيه رسالة مهمة: “يمكنك أن تأتي إلي بأي سؤال، وسأكون هنا لأجيبك بحب واحترام” وعندما تجيب بثقة وصدق، أنت لا تعطيه معلومات فقط، بل تمنحه كنزاً لا يقدر بثمن: الثقة بأن بابك مفتوح دائماً، بكل حب واحترام!
المصدر: Why AI in health care needs stronger testing before clinical use [PODCAST], Kevinmd, 2025-09-12
