
أتذكر ليلتها، وأنا جالس بجانبك على الأريكة بعد يوم طويل، وكيف تحدثنا بصوت خافت عن المستقبل الذي ينتظر أطفالنا. نظرتِ إلى هاتفكِ للحظة، ثم سألتِ بسؤال يختبئ خلفه قلق كل أم وأب: “هل نستعد لهم بما يكفي لعالم سيتغير بهذه السرعة؟”. في تلك اللحظة، أدركتُ أن رحلتنا كعائلة أصبحت تتقاطع مع رحلة أكبر – رحلة بناء مستقبل الذكاء الاصطناعي معاً.
الهمسة التي تشاركناها كل ليلة

أرى في عينيكِ نفس التساؤل الذي يحمله قلبي: كيف نحمي أحلامهم في عالم متسارع؟ أتذكر كيف تحدثنا عن أخبار التعاون بين الشركات الكبرى لبناء مستقبل الذكاء الاصطناعي، وكيف شعرتُ أن هذه ليست مجرد أخبار تكنولوجية، بل هي عنا وعنهم. عن مستقبل سيمشي فيه أطفالنا بثقة لأننا اخترنا أن نبني اليوم ما سيحميهم غداً.
في تلك المحادثات الليلية، عندما نتبادل همساتنا حول مستقبلهم، أرى كيف أن قلقكِ عليهم يتحول إلى قوة دافعة. قوة تجعلكِ تبحثين عن طرق لتنمية فضولهم، لتعليمهم كيف يفكرون لا ماذا يحفظون. هذه هي هديتنا لهم – أن نعلمهم كيف يبحرون في بحر التغير لا أن نخبئهم من الأمواج.
اللحظات الصغيرة التي تصنع المستقبل

أراقبكِ وأنتِ تساعدين الصغير في حل لغز بسيط، كيف تتركينه يحاول ثم تقدمين له تلميحاً صغيراً. هذه هي نفس الطريقة التي نبني بها المستقبل – ليس بالخوف من التكنولوجيا، بل بتعلم كيفية استخدامها بحكمة. أرى في عينيكِ نفس الإصرار الذي يجعل من كل تحدي فرصة للتعلم.
وكما حدث في ذلك المساء عندما جلسنا معاً نتعلم برمجة بسيطة مع الابن، وكيف ضحكتِ عندما أخطأنا معاً ثم حاولنا مرة أخرى، وأصابعنا الصغيرة تضغط على الأزرار. في تلك اللحظة، لم نكن فقط نعلمه مهارة تقنية، بل كنا نعلمه أن الفشل جزء من النجاح، وأن التعلم رحلة جميلة لا تنتهي.
الجسور التي نبنيها بين الماضي والمستقبل

في صباح يوم الجمعة، بينما نعد الفطور معاً، نتحدث عن كيف يمكن أن تساعد التكنولوجيا في الحفاظ على تراثنا وقيمنا بينما نتبنى الجديد. أرى كيف تحرصين على أن يتعلم الأطفال لغتهم وتاريخهم بينما يتعلمون عن العالم الجديد. هذه هي المعادلة الجميلة التي تدركينها بدقة – كيف نأخذ أفضل ما في الماضي لبناء أفضل ما في المستقبل.
أسمعكِ تشرحين للصغار كيف أن التكنولوجيا هي أداة وليس غاية، كيف أن القيم الإنسانية تبقى هي الأساس.
في هذه اللحظات، أدرك أننا لا نعدهم لمستقبل الذكاء الاصطناعي فقط، بل نعدهم لأن يكونوا بشراً أفضل في أي عصر يأتي.
يد في يد نحو الغد

عندما أرى يدكِ الصغيرة تمسك بيد الصغير وهو يتعلم شيئاً جديداً على الجهاز اللوحي، أذكر أننا في هذه الرحلة معاً. لسنا وحدنا في مواجهة المستقبل، بل نمشي معاً، يداً بيد، نحو غد نبنيه كل يوم بلحظات الحب والاهتمام.
في نهاية اليوم، عندما نغلق الأضواء ونتأمل أنفاسهم المنتظمة أثناء النوم، أعلم أن أفضل استعداد للمستقبل ليس في أحدث الأجهزة أو البرامج، بل في الثقة التي نغرسها في قلوبهم، في الحب الذي نمنحهم إياه، وفي الإيمان بأنهم سيصنعون مستقبلًا أجمل مما نتخيل.
شكراً لأنكِ شريكتي في هذه الرحلة، شريكتي في بناء مستقبل لا نخاف منه، بل ننتظره بقلوب مليئة بالأمل والثقة.
المصدر: تقارير حديثة عن مبادرات الذكاء الاصطناعي
