
نشعر جميعًا بهذا التساؤل في بعض الأيام، أليس كذلك؟ عندما نرى الأطفال منكبين على الشاشات، بينما نتمنى لو نستبدل تلك الساعات باللعب الحقيقي أو الإبداع العملي. لكن ماذا لو كانت هذه الأدوات نفسها قد تصبح بوابة لإطلاق العنان لخيالهم؟
تذكرت ذات ليلة، بينما كان الصغار نيامًا، كيف أنا وأنت نتبادل النظرَ ونقول: ‘هل من طريقة تجعل من هذه التكنولوجيا حليفًا لنا لا خصمًا؟’. تلك اللحظة التي أدركنا فيها أن الأمر ليس عن منع التكنولوجيا، بل عن كيفية احتضانها بحكمة لتصبح جزءًا من تفكيرهم، وليس بديلاً عنه.
الأمر أشبه بذلك اليوم الذي رأيتك فيه ترسمين معهم قصصًا باستخدام تلك الأداة البسيطة… كيف تحولت الشاشة من مساحة للاستهلاك إلى ورشة للإنتاج والمشاركة. هذا هو بالضبط ما نطمح إليه مع الذكاء الاصطناعي.
عندما تتحول الأداة إلى رفيق لعب

هل لاحظتي يومًا كيف تتغير نظرة الطفل عندما يتحول من متلقٍ إلى مشارك؟ هذه النقلة هي التي تجعل من أدوات الذكاء الاصطناعي تعليمية شيئًا مميزًا. تخيلي مثلًا: طفل يسأل آلة عن لماذا السماء زرقاء، فيحصل على إجابات مبسطة، ثم يبدأ هو في ابتكار قصص خيالية حول الكواكب الملونة التي تخترعها تلك الآلة معه!
ليست المسألة مجرد أسئلة وأجوبة جافة. الأجمل عندما تتحول الأداة إلى محفّز للإبداع: طفل يرسم شكلاً عشوائيًا، فتحوله الأداة إلى شخصية كرتونية ذات قصة، فيبدأ الصغير في تطوير الحبكة وإضافة التفاصيل. هنا يصبح الذكاء الاصطناعي كتلك الصديقة الخيالية التي كنا نخترعها في طفولتنا، لكن بأدوات عصرية.
حسنًا، تذكري كيف كنا نضحك عندما يخطئ البرنامج في فهم طلباتهم؟ تلك اللحظات تصبح دروسًا غير مباشرة في التفكير النقدي: ‘لماذا فهم البرنامج طلبي بهذه الطريقة؟ كيف يمكنني توضيح الفكرة؟’. هكذا يتعلمون التعبير بدقة والتفكير النقدي بطريقة طبيعية وممتعة!
