
لا تنسى تلك الليلة؟ لما كنا قاعدين جنب بعض على الأريكة، ونسمع أصوات أنفاس الأطفال المنتظمة من غرفهم. بين يديك كوب شاي لم يعد دافئاً، وفي عينيك ذلك التعب الممزوج بالرغبة في أن تكوني موجودة أكثر، أن تقدمي أكثر. ثم بدأنا نتحدث عن هذه الأدوات الجديدة – ليس كتهديد، بل كفرصة لنا كعائلة أن نcreateClass معاً، أن نلعب معاً، أن نكون معاً بطريقة مختلفة. أليس هذا ما نتمناه جميعاً؟
من أدوات المبرمجين إلى شركاء اللعب

كنت أراقبك وأنت تساعدين الصغير في مشروعه المدرسي، تلك الطريقة التي تحولين بها ارتباكه إلى ثقة. رأيت في عينيك نفس النظرة عندما تحدثنا عن هذه الأدوات الجديدة – ليس كشيء سيأخذ من وقتنا، بل كصديق افتراضي يمكن أن يحول أفكارنا الصغيرة إلى واقع ملموس.
أتذكر كيف ضحكتنا معاً عندما حاولنا إنشاء قصة تفاعلية معاً، وكيف أصبح الذكاء الاصطناعي ذلك ‘الصديق الخيالي’ الذي يساعدنا في تنفيذ أحلامنا العائلية. لم يكن بديلاً عنا، بل كان جسراً بين خيال أطفالنا وقدرتنا على تحويل هذا الخيال إلى شيء حقيقي، يا له من شعور مذهل!
لحظات الاكتشاف المشترك

في تلك الجلسات المسائية، عندما نجتمع حول الشاشة الصغيرة، لا أرى أدوات تكنولوجيا بقدر ما أرى عيوناً تتسع بالدهشة. عيون أطفالنا وهم يشاهدون أفكارهم تتحول إلى رسوم متحركة بسيطة، وعيناكِ وأنت ترينهم يكتشفون العالم بطريقة جديدة.
هناك جمال خاص في أن نكون طلاباً مع أطفالنا، أن نعترف بأننا لا نعرف كل شيء، وأن نتعلم معاً. هذه اللحظات من الضعف المشترك – عندما لا يعملبرنامج كما خططنا، أو عندما يقدم الذكاء الاصطناعي اقتراحاً غريباً – هي التي تبني أقوى الذكريات.
التوازن الحكيم بين الشاشات والواقع

وأعلم أنكِ، كما أنا، قلقة من أن تصبح الشاشات حاجزاً بدلاً من أن تكون جسراً. أرى هذه المسؤولية في عينيكِ كل مساء، عندما تقررين متى يكفي، متى نغلق الأجهزة ونفتح قلوبنا للحديث الحقيقي.
لكننا نرى الحكمة في طريقة استخدامنا لهذه الأدوات – ليس كجليس أطفال، بل كمنطلق للإبداع الواقعي. كيف أن القصة التي نصنعها مع الذكاء الاصطناعي تتحول إلى مسرحية نلعبها في غرفة المعيشة، وكأن التكنولوجيا كانت مجرد البذرة التي نما منها نبات التواصل الحقيقي.
الهدية الحقيقية ليست في التكنولوجيا
في النهاية، ليست الأدوات هي ما يهم، بل النية وراءها
وأرى في عينيكِ هذه النية بوضوح – الرغبة في أن نكون حاضرين تماماً لأطفالنا، حتى عندما تكون الحياة تطلب منا أن نكون في ألف مكان.
شكراً لكِ لأنكِ تذكرينني دائماً أن أفضل ابتكار هو ذلك الذي يقرب القلوب، وأن أحدث التقنيات لا تساوي شيئاً إذا لم تكن في خدمة الحب. ففي النهاية، الذكاء الاصطناعي الأكثر تطوراً هو ذكاء القلب – وهذا ما تملكينه بوفرة. كما ذكرت Boston Herald في تقريرها بتاريخ 30 سبتمبر 2025 أن الذكاء الاصطناعي يُغيّر طريقة عمل المهندسين البرمجيين — لكن لا تدعوا تسميتها ‘vibe-coding’.
