
الليلة الماضية، بينما كنا نرتّب قطع الليغو المتناثرة على السجادة، سألتني ابنتي بسذاجة طفولية: ‘بابا، هل سيكون هناك روبوتات في مدرستي غدًا؟’، ضحكتُ من سؤالها البَريء عن الذكاء الاصطناعي، ولكن قلبي ارتطم بحقيقة مؤلمة، وهي أن عالمها لن يكون كعالمنا.
الذكاء الاصطناعي: لماذا تختفي فرص عمل المبتدئين التي تُشكل مدارسًا للأطفال؟

أتذكر جيدًا تلك الأيام الأولى في أي وظيفة.. تعلمت فيها أكثر من أي فصل دراسي! ولكن اليوم، تقول الأبحاث إن الذكاء الاصطناعي يحذف 13% من وظائف المبتدئين، وكأنه يُغلق أبوابًا كانت تُفتح للأجيال الشابة. هل يعني هذا أن أطفالنا سيفقدون تلك ‘المدرسة العملية’ التي تصقل شخصياتهم؟ هذا السؤال البسيط فتح أمامي عالمًا من الأسئلة حول مستقبلها في عالم يتغير بسرعة.
في نزهة مساء اليوم، لاحظت كيف تساعد ابنتي صديقتها الصغيرة في تسلّق الأرجوحة.. تلك المهارات الإنسانية الدقيقة – التعاون، الصبر، القراءة العاطفية – هي بالضبط ما لا تستطيع الآلات تقليده. هنا تكمن نقطة الضوء!
أدوات الذكاء الاصطناعي: كيف نستخدمها مع أطفالنا بأمان؟

مثلما علّمنا أجدادنا فنون الحياكة أو الزراعة، علينا اليوم أن نغرس في الصغار حب الاستكشاف التقني. بالأمس، حوّلنا تطبيقًا بسيطًا للرسم بالذكاء الاصطناعي إلى لعبة عائلية: ‘من يصمم أغرب حيوان خيالي؟’ الضحكات ملأت الغرفة، وبدون أن ندري، كانت عقولهم الصغيرة تتعلم ثلاث مهارات في وقت واحد!
والدرس الأهم؟ لا نتركهم يواجهون هذا العالم الجديد وحيدين. مثل صديقنا المخلص في الرحلات، نسير بجانبهم: ‘هذه الأداة الرقمية مذهلة، ولكن لا تنسوا أن نغلقها أحيانًا لنستمتع باللعب في الحديقة!’
الذكاء الاصطناعي: ما المهارات الخالدة التي لا يستطيع سرقتها من أطفالنا؟
في أيام الجدّة، كنا نتعلم حل المشكلات بدون إنترنت! اليوم، نرى عمالقة التكنولوجيا يؤكدون أن المهارات الخالدة التي لا يستطيع الذكاء الاصطناعي سرقتها هي:
- الإبداع
- الذكاء العاطفي
- المهارات اليدوية الدقيقة
في بيتنا الصغير، أصبحت طقوس مثل ‘ليلة الإصلاح’ تقليدًا محبوبًا: نجمع الألعاب المعطلة والأدوات البسيطة، ونبدأ رحلة اكتشاف كيفية إصلاحها. عيون تنيرها الفضول، وأيدٍ صغيرة تكتسب ثقة لا تُقدّر بثمن!
الجسر بين الأجيال: كيف نخلق فرصًا في ظل التغيير؟

محادثتي مع الجدّ الأسبوع الماضي أضاءت فكرة رائعة: بدلًا من أن تحل الآلات محل البشر، لماذا لا نصنع مساحات حيث يتعاون الصغار مع كبار السن؟ جدي الآن يتعلم من حفيدته كيفية استخدام التطبيقات التعليمية، وهي تتعلم منه حِكَم الحياة التي لا توجد في أي كتاب!
هل حدث أن شاركتم تجربة مماثلة؟ قد تكون الطبخة التقليدية التي تُحضّر مع استخدام تطبيق ذكي لتعديل الوصفة، أو حرفة يدوية تدمج تقنيات حديثة.. الإمكانيات لا حصر لها عندما نربط الماضي بالمستقبل!
التوازن: كيف نحافظ على الإنسانية مع تقدم التكنولوجيا؟
في نهاية اليوم، تحت ضوء المصباح الخافت، أتذكر نصيحة حكيمة سمعتها عن الذكاء الاصطناعي:
علّم أولادك ليس كيف يعملون مع الآلات، بل كيف يعملون من أجل البشر
هذه مسؤوليتنا جميعًا: بناء مجتمعات تتبنى الابتكار دون أن تفقد إنسانيتها. قد تكون بدايتنا بسيطة عبر:
- مساعدة الجيران في مشروع تكنولوجي
- تبادل المعرفة بين الأسر في الحي
- ابتكار ألعاب جماعية تعلم البرمجة أساسياتها
مستقبل أطفالنا: كيف نصنع نورًا بين تحديات الذكاء الاصطناعي؟
عندما ننام مساء، لا يزال صوت ضحكات أولادنا يتردد في أذهاننا – هذا هو الدافع الأقوى! نعم، التحديات كبيرة، ولكن فرص الإبداع أكبر بكثير! هذه هي المعادلة السحرية: عقول تقنية بقلوب إنسانية!
الليلة، أثناء قراءة القصة قبل النوم، غيرتُ النهاية التقليدية: أصبح البطل طفلًا يصنع روبوتًا بالذكاء الاصطناعي صديقًا لإنقاذ المدينة، ولكن الذكاء الحقيقي كان في قلبه الطيب! ابتسامة ابنتي روت كل تعب اليوم..
Source: AI is reshaping jobs fast: CEO of a skill training firm warns Gen Z about hidden risks if they don’t adapt to new digital skills, Economic Times, 2025-09-21
