اليوم، بينما كنا نجلس في الحديقة القريبة من مدرستها بعد الظهيرة، طلبت ابنتي مساعدة الذكاء الاصطناعي لرسم لوحة شمسية ملونة. فجأة، نظرت إليّ ببراءة وقالت: “أبي، لماذا نطفئ الأنوار عند خروجنا من الغرفة؟” ابتسمتُ حينها realizing كم أن أسئلتها البسيطة تفتح أبواباً لفهم أعمق: كم تُثقل ألعابهم الرقمية على الأرض من دون أن ندري؟
من يتحمل نصيب الكلمة في استهلاك طاقة الذكاء الاصطناعي؟
تخيل معي: مراكز البيانات الخاصة بالذكاء الاصطناعي ستستهلك طاقة تكفي لتشغيل 5 مدن كاملة في المملكة بحلول 2030! الرقم مذهل لدرجة أن منشأة واحدة بقدرة 1000 ميجاوات توازي ذروة الطلب الكهربائي لإمارة دبي بأكملها.
لكن المفاجأة الحقيقية لا تكمن في استفساراتنا الفردية. فبحسب البحوث، المشكلة الأساسية هي دمج الذكاء الاصطناعي في أنظمة عديدة بعيداً عن سيطرتنا كأفراد.
أعرف أن هذا السؤال يربك العديد من الآباء: كيف نشرح لأطفالنا أن كل نقرة على الأجهزة تحمل ثقلاً خفياً؟
الحديقة كانت فصلنا البيئي غير المتوقع!
في تلك اللحظة تحت أشجار الحديقة، حيث كانت لوحتها الشمسية لا تزال على شاشة التابلت، تذكرت تقريراً للوكالة الدولية للطاقة يحذّر من ارتفاع استهلاك الكهرباء العالمي لمراكز البيانات إلى 945 تيراواط ساعي بحلول 2030 – أي أكثر من ضعف مستوى 2024.
تخيل معي: ماذا لو كانت كهرباء رسمها اليوم تصنع شمعة واحدة… وملايين الأطفال حول العالم يشعلون شمعات؟ الأرض تشعر بكل منها، مثل دقات قلب جماعية ندفع ثمنها جميعاً.
لهذا قررتُ أن نجعل “الوعي الرقمي” جزءاً طبيعياً من محادثاتنا، كأن نحول سؤالها البسيط “لماذا نطفئ الأنوار” إلى فرصة نكتشف معاً كيف تتحول طاقتنا إلى أثر نراه وآخر نخففه.
التكنولوجيا والبيئة: ليس خياراً بل شراكة ذكية

التحدي ليس في التخلي عن التكنولوجيا، بل في استخدامها بوعي. تقرير جامعة كولومبيا يشير أن الذكاء الاصطناعي التوليدي قد يرفع الطلب على مراكز البيانات إلى 270-310 تيراواط ساعي بحلول 2030 عبر روابط مثل هذا.
لكن النور موجود: بعض الشركات بدأت تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي في فصل الشتاء عندما تكون الشبكة أقل ازدحاماً، أو نقل خوادمها إلى مناطق تعتمد على الطاقة المتجددة. جربتُ مرة أن أطلب من الذكاء الاصطناعي رسم شمس خضراء – فشلت التجربة لكننا ضحكنا كثيراً! هذه اللحظات البسيطة تعلّمنا أن التكنولوجيا مسؤولية مشتركة.
5 طرق عملية لترسم عائلتك توازناً جميلاً
1. حوّلوا الطاقة إلى مغامرة: ابتكروا معاً طرقاً لتقليل استهلاك الشاشات، مثل “تحدي الإطفاء” عند عدم الاستخدام
2. ابحثوا عن التطبيقات الخضراء: استكشفوا المنصات التي تُعلن عن جهودها للاستدامة أثناء استخدامها
3. حددوا أوقاتاً تخلو من الأضواء الرقمية: ليس للأسرة فحسب، بل لأجهزتكم أيضاً لتستريح
4. شجعوا أطفالكم على السؤال: “هل هذه المهمة تحتاج حقاً للذكاء الاصطناعي؟” – ستجدون معهم إجابات مدهشة
5. احتفلوا بالذكاء البسيط: مثلاً استخدموا البحث العادي للمهام اليومية، وانشروا هذه الثقافة في مدرستهم
كيف نصنع غداً أفضل من اليوم؟
كما قالت ساشا لوتشيوني، الخبيرة المناخية: “من الغريب أن نعرف كفاءة سيارتنا، لكننا لا نملك أي مقاييس لكفاءة أدوات الذكاء الاصطناعي التي نستخدمها يومياً”. هذه ليست دعوة للخوف، بل للعمل.
كآباء، أمامنا فرصة ثمينة: أن نربي جيلاً لا يرى في التكنولوجيا مجرد أداة، بل كمسؤولية مقدسة. تخيل لو أن كل طفل في العالم نظر إلى شاشته وسأل: “من سيكون ثمن هذا؟”. قد تكون إجابة ابنتي الصغيرة هي الأعمق: “نحن نطفئ الأنوار كي تبقى الشمس ساطعة… حتى لو رسمها الذكاء الاصطناعي!”
المصدر: AI Energy Demand Is Soaring but Not Because of Consumer Queries، Oil Price، 2025/09/02 21:00:00
