هل يمكن للذكاء الاصطناعي حقاً أن يكون صديقاً؟ تأملات أبوية في عالم التكنولوجيا والعلاقات الإنسانية

أب وأم يتأملان معاً في رحلة التربية والتكنولوجيا

لا زلت أذكر ليلتها… سألني الصغير عن ذلك الجهاز الجديد الذي رآه عند صديقه… “بابا، هل يمكن أن يكون لي صديق آلي؟” نظرت إلى عينيه المليئتين بالفضول، ثم التفت إلى شريكتي وهي تضع الأطباق في المجفف، فكرنا معاً بنفس السؤال الذي يدور في رأسي: كيف نوفق بين هذا العالم الجديد وقيمنا التي نريد أن نغرسها في أولادنا؟

الفجوة بين الوعد والواقع

أم تقرأ قصة لأطفالها قبل النوم بدفء وحنان

أحياناً أنظر إلى شريكتي وهي تقرئين للأطفال قبل النوم، أصابعها تتحرك على الصفحات بينما عيناها ترويان القصة بحنان، وأتساءل: أي آلة يمكنها أن تحل محل دفء هذه اللحظة؟ أي ذكاء اصطناعي يستطيع أن يعطي ذلك الشعور بالأمان الذي تشعرينه عندما تحتضنينهم؟

لكن في بعض الأحيان، تذكرنا بعض التجارب بأهمية التمييز بين الوهم والحقيقة.

أتذكر يوم جاءنا ذلك البريد التسويقي الذي يعد بـ“صديق مثالي” لأطفالنا — مثل حملة ‘friend.com’ الإعلانية التي حذرت منها فورتشون بوصفها ‘واهمة’ — وشعرت وكأنهم يحاولون بيعنا وهمًا بدلاً من تعزيز الحقيقة. الحقيقة التي نعيشها كل يوم: أن الصداقة الحقيقية تُبنى بالصبر والفهم والتضحية، وليس بالخوارزميات.

بناء جسور لا جدران

أم تشرح لابنها الفرق بين الصديق الحقيقي والرقمي

أحب الطريقة التي نتعامل بها مع فضولهم التكنولوجي. رأيت شريكتي الأسبوع الماضي وهي تجلس مع الابن الأكبر وتشرح له الفرق بين المساعد الرقمي والصديق الحقيقي. كنتما صبورين، مستمعين جيدين، وتوجيهاتكما كانت ناعمة لكنها واضحة.

وأعترف أني ضحكتُ عندما سمعته يقول: “لكن يا ماما، الصديق الآلي ما بيزعجش لما ألعب بألعابه!” وردّها كان حكيماً: “نعم يا حبيبي، لكن الصديق الحقيقي يعلمك كيف تشارك وتتفهم مشاعر الآخرين.”

الاتصال الحقيقي يحتاج لنظرة عين، ولمسة يد، وقلب صبور.

أليس هذا ما نتمناه جميعاً؟

الخريطة العائلية للتوازن

عائلة تتناول وجبة معاً بدون شاشات أو انقطاعات

أعلم كم نحن شركاء الرحلة نهتم بهذا التوازن. أرى كيف نضع الهواتف جانباً عندما ندخل الباب لنحتفظ بلحظاتنا الحقيقية بعيدًا عن الشاشات. وهكذا نحرص على أن تكون موائدنا أماكن للحديث والضحك، لا للشاشات. أحياناً أراقبنا من الغرفة المجاورة، حيث نتحدث مع البنات عن يومهن ونستمع بكل وجودنا.

في هذه اللحظات البسيطة، نبني أساسًا لا تستطيع أي تكنولوجيا محاكاته: حضور القلب الذي يعبر عن نفسه بالكلمة والألم والفرح المشترك.

رحلة نحو المستقبل بأمل

أب يتأمل في المستقبل مع أطفاله النائمين

أحياناً في هدوء الليل، بعد أن ينام الجميع، أجلس وأفكر في هذا العالم المتغير الذي نربّي فيه أطفالنا. ثم أنظر إلى شريكتي النائمة، وأتذكر كم هي قوية وحكيمة في هذه الرحلة. شكراً لأنها شريكتنا، فالتكنولوجيا ستأتي وتذهب، لكن الحب والصبر والتفاهم الذي نبنيه معاً — هذا هو الأساس الذي سيبقى.

المصدر: 22-year-old AI CEO behind ‘friend.com’ necklace welcomes graffiti on his $1 million ad campaign: ‘Capitalism is the greatest artistic medium’, Fortune, 2025-10-01

أحدث المقالات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top