
كنت جالس أفكر في مستقبلي الوظيفي، وأنا أتأمل هالذكاء الاصطناعي بينما كانت عائلتي نائمة، وحين تحول القلق إلى فرصة بنيت على الإبداع، اكتشفت درساً عميقاً عن البشرية
هل الذكاء الاصطناعي جاهز حقاً ليدخل مهنتك؟

كانت ليلة هادئة، الجميع نائمون، حتى زوجتي كانت تغفو بسلام. جلست أمام الكمبيوتر وأنا أفكر في المستقبل، في تلك الأسئلة التي تدور في رأس كل أب وأم: ماذا سيكون عالم العمل عندما تكبر ابنتنا؟ هل ستبقى الوظائف آمنة؟
فكرت: لماذا لا أسأل مباشرة؟ دخلت إلى منصة الذكاء الاصطناعي وكتبت بسؤال قلبي: ‘هل وظيفة تحليل البيانات في خطر بسبب الذكاء الاصطناعي لمجال التحليل؟’
وانتظرت… كانت ثوانٍ شعرت فيها وكأنها ساعات! ثم جاءت الإجابة: ‘الذكاء الاصطناعي يمكنه أتمتة بعض المهام التحليلية، لكن القرارات الإستراتيجية والتفسير البشري والخبرة الإنسانية تبقى ضرورية.’
يا سلام! اللي خلاني أهدأ أكثر هو… صدمت! لم تكن الإجابة مخيفة كما توقعت… بل كانت مليئة بالأمل!
لماذا لا يستطيع الذكاء الاصطناعي إحلال العاطفة والإبداع؟

بعد تلك المحادثة، جلست أفكر: ما الذي يجعلنا كبشر مميزين؟ ما الذي لا يمكن للذكاء الاصطناعي تقليده؟
تذكرت لحظة جميلة مع ابنتي الأسبوع الماضي: كانت ترسم وتخترع قصة عن مخلوق فضائي يزور الأرض. لم تكن مجرد رسمة… كانت إبداعاً خالصاً، خيالاً لا حدود له، عاطفة تملأ الغرفة!
هذا هو بالضبط ما اكتشفته: الذكاء الاصطناعي قد يكون جيداً في المعالجة والتحليل، لكنه لا يستطيع أن يحب، أن يبدع من العدم، أن يشعر بفرحة الاكتشاف، أن يضحك من قلب!
فكرت: بدلاً من الخوف من الذكاء الاصطناعي، لماذا لا نعلم أبناءنا كيفية استخدامه كأداة تمكن الإبداع؟ كيف يمكن لهذا الذكاء الاصطناعي أن يوسع آفاق تفكيرهم؟
كيف تحوّل الذكاء الاصطناعي من مصدر قلق إلى مغامرة تعليمية؟

في صباح اليوم التالي، جلست مع ابنتي وقلت لها: ‘هل تريدين أن نلعب لعبة جديدة؟’ نظرت إليّ بعينين متلهفتين وقالت: ‘نعم يا أبي!’
أخبرتها عن محادثتي مع الذكاء الاصطناعي، ولكن بلغة بسيطة تناسب عمرها: ‘تعرفين ذلك الروبوت الذكي الذي يساعدنا أحياناً في المهام؟ لقد سألته كيف يُمكنه تعزيز إبداعنا!’
وفجأة، صار الذكاء الاصطناعي كأنه مو مصدر خوف، لا، صار مصدر حماس وتشويق! بدأنا نستخدمه لابتكار أفكار لقصص جديدة، لاستكشاف مواضيع للرسم، حتى لتعلم كلمات جديدة بلغات مختلفة!
أصبحت ابنتي لا ترى التكنولوجيا كتهديد، بل لكأنها صديق للخيال! كانت تسألني: ‘يا أبي، هل يمكننا أن نستخدم الذكاء الاصطناعي لصياغة نهاية غير متوقعة لقصتنا؟’ كنت أشهد فضولها ينمو!
ماذا يعني إعداد الأطفال لعالم يتقاطع مع الذكاء الاصطناعي؟

اليوم، عندما أنظر إلى ابنتي وهي تتعامل مع التكنولوجيا، لا أرى خوفاً من المستقبل، بل أرى ثقة وقدرة على التعلم الآمن!
تعلمت أن أهم مهارة يمكن أن نعلمها لأبنائنا ليست فقط كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في الهدف، بل كيفية البقاء إنساناً في محيطه! كيف نحافظ على إبداعنا واقتناعنا بالحلول البسيطة وتحسين جودة التواصل البشري الحقيقي.
في إحدى المرات، قالت لي ابنتي إحساساً منها بالفرحة: ‘يا أبي، الذكاء الاصطناعي يمكنه أن يجعلني أبدأ أفكر بسرعة، لكنه لا يفهم إحساس الحزن عندما لا تُنجَز بسرعة فائقة!’
أليست مدركة لهذا المبدع؟ هذه هي الاستعدادات الحقيقية: التعلم، التعبير، والتفاعل مع الذكاء الاصطناعي كأداة، لا مصدر تعتمد عليه حياتك!
كيف يمكن للآباء أن يوازنوا بين التحديات والتكنولوجيا؟
أعلم أن الكثير منا قلقون على مستقبل أبنائنا في وطن يطفو على بحر من التحديثات المستمرة. من خلال تجربتي، تؤكمل هذه المسرات بطلبنا المتجددة: هل نخيف أم نتعلم؟
بدلاً من مواجهة الذكاء الاصطناعي بالرفض، ساعدت ابنتي على بناء دليل تعليمي صغير يعلم كيفية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في المهام مع الحفاظ على الإحساس والفرح.
تذكرت حكمة: ‘علّم طفلك أن يصنع، لا أن يستخدم، ليصبح مهندساً في عالم جديد.’ في هذا العصر الذكي، يجب أن تكون الإنسانية هي المستودع الحقيقي للإبداع والاستباق!
المصدر: I Asked AI If It Was Going To Replace My Job: Here’s What The Robot Said, Forbes, 2025/09/11 19:20:39
