قرأت مؤخراً تحذيراً من جيفري هينتون، ‘عرّاب الذكاء الاصطناعي’، وبصراحة، أقلقني جداً كأب. يقول إن هذه التكنولوجيا قد تزيد الفجوة بين الناس… وهذا جعلني أفكر بعمق: ما هو المستقبل الذي نعده لأطفالنا؟
لماذا يرى ‘أب الذكاء الاصطناعي’ أن الرأسمالية هي الخطر الحقيقي؟
في مقابلة حديثة، أوضح هينتون أن الأثرياء سيستخدمون تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي لاستبدال العمال، مما سيؤدي إلى ‘بطالة هائلة’ وزيادة كبيرة في الأرباح. هذا ليس خطأ الذكاء الاصطناعي نفسه، بل هو نتيجة للنظام الرأسمالي الذي يعزز عدم المساواة. يا له من تحذير مقلق لأي أب أو أم يفكر في مستقبل أطفالهم!
الأمر ليس مجرد نظرية. نرى بالفعل كيف تستخدم الشركات الكبرى الذكاء الاصطناعي… وهذا منطقي من ناحية الأرباح، لكن كأب، لا أستطيع إلا أن أتساءل عن الجانب الإنساني في كل هذا. عندما أقرأ أرقاماً كهذه من معهد بروكينغز، لا أراها مجرد بيانات. أرى مستقبلاً قد تعيشه ابنتي. وهذا يدفعني للتفكير…
في عصر الذكاء الاصطناعي، كيف نربي أطفالنا على القيم الإنسانية؟
أجد نفسي أتساءل باستمرار: هل نربي أطفالنا لعالم تكون فيه المهارات التقنية هي كل شيء؟ أم أن هناك ما هو أثمن؟ قبل أيام، كانت ابنتي تبني بفخر قلعة من المكعبات، كل قطعة وضعتها كانت جزءاً من خيالها. لا يمكن لأي ذكاء اصطناعي أن يحل محل تلك الشرارة في عينيها. تلك اللحظة ذكرتني بأن مهمتنا الأولى هي رعاية إنسانيتهم، وليس فقط إعدادهم للتكنولوجيا.
وفقًا لصندوق النقد الدولي، ما يقرب من 40% من الوظائف العالمية معرضة للتأثر بالذكاء الاصطناعي. الدول التي تفتقر إلى البنية التحتية أو القوى العاملة الماهرة قد تواجه تفاقمًا في عدم المساواة الاقتصادية. هذا يذكرنا بأهمية تعزيز مهارات مثل التفكير النقدي والتكيف لدى أطفالنا، بدلاً من الاعتماد كلياً على التكنولوجيا.
قد يبدو المستقبل مقلقاً، لكنني أؤمن أن تركيزنا على التعاطف والإبداع سيمنح أطفالنا أقوى درع. في النهاية، التكنولوجيا مجرد أداة، أما الإنسانية فهي البوصلة التي سترشدهم. وهذا ما يمنحني كل الأمل.
المصدر: AI could trigger “massive unemployment”: Geoffrey Hinton warns capitalism will widen inequality، Times of India، 2025/09/07