بينما ينام الصغار: حديث عن الذكاء الاصطناعي وقلوبنا الوالدة

أرى في عينيكِ نفس التساؤل الذي يدور في رأسي: كيف نكون حراساً لأطفالنا في هذا العالم الجديد؟ أتذكر حين سمعنا طفلنا الصغير يسأل المساعد الصوتي عن واجبه المدرسي، وكيف نظرنا لبعضنا بابتسامة مختلطة بالقلق.

في تلك اللحظة، أدركنا أن التقنية أصبحت جزءاً من طفولتهم، وأن دورنا ليس منعها، بل فهمها.

كم هي جميلة تلك الثقة التي يمنحونها لهذه الأجهزة، وكيف يحملون أسئلتهم البريئة لها. ولكننا، كوالدين، نحمل مسؤولية أن نكون الجسر بين براءتهم وعالم قد لا يفهم دائماً براءتهم.

في صباح اليوم التالي، بينما نعد القهوة العربية معاً، نتحدث عن كيفية بناء ‘حواجز الأمان’ العائلية. ليست مجرد إعدادات تقنية، بل هي ثقة نغرسها في قلوبهم.

أتذكر كيف شرحتِ لطفلتنا الكبرى أهمية عدم مشاركة معلوماتها الشخصية، بنفس النبرة التي تشرحين بها أهمية الأكل الصحي.

هذه الرحلة المشتركة من التعلم – نحن نتعلم معهم، وهم يتعلمون منا. في تلك اللحظات التي نجلس فيها معاً لنفهم إعدادات الخصوصية، أشعر أننا لا نحمي أجهزتهم فقط، بل نحمي قلوبهم.

أحب أن أراقبهم وهم يستكشفون تطبيقات الذكاء الاصطناعي التعليمية، عيونهم تتسع دهشةً أمام كل اكتشاف جديد. في تلك اللحظات، أتذكر طفولتنا وكيف كنا نستكشف العالم بطريقتنا.

الفريق أن عالمهم اليوم فيه أدوات لم نحلم بها.

لكن الجوهر يبقى نفسه: ذلك الفضول الطبيعي، تلك الرغبة في الاكتشاف. دورنا هو أن نضمن أن هذا الفضول ينمو في بيئة آمنة، حيث يمكنهم التجريب والتعلم دون خوف.

في نهاية اليوم، بينما نُغطي أطفالنا ونتمنى لهم أحلاماً سعيدة، أعلم أن أفضل ‘حاجز أمان’ لدينا هو ليس التقنية، بل الحب الذي نمنحهم إياه. الثقة التي نبنيها معهم، والحوار المفتوح الذي نحمله.

التقنية ستتغير، والأدوات ستتطور، لكن حاجز الأمان الحقيقي يبقى هو ذاك الشعور بأنهم يمكنهم القدوم إلينا بأي سؤال، بأي قلق، بأي تجربة.

هذه ليست مجرد تقنية – هذه رحلة عائلية نبنيها معاً، خطوة بخطوة، بقلوب مليئة بالأمل والثقة!