
البيت هادئ أخيراً. أصوات اليوم تلاشت ولم يبقَ سوى أنفاسكِ المنتظمة بجانبي. وفي هذه الهدأة، أتذكر كيف بدأنا رحلتنا مع التكنولوجيا كعائلة. أتذكر سؤال صغيرنا الليلة، وهو يمسك باللوح الرقمي وعيناه الصغيرتان تتسعان دهشةً: “كيف يعرف اليوتيوب أني أحب الديناصورات؟”. ابتسمتِ له، وبدأتِ تشرحين ببساطة مدهشة فكرة معقدة. وأنا أراقبكِ، لم أرَ مجرد أم تجيب على سؤال، بل رأيتُ مهندسة مستقبل، تبني بهدوء جدار حماية حول قلبه وعقله. هذا السؤال الصغير جعلني أفكر في كيفية شرح الذكاء الاصطناعي للأطفال بطريقة بسيطة وآمنة.
الصناديق السوداء الصغيرة في أيديهم

كل تطبيق على هواتفهم، كل لعبة، كل مقطع فيديو مقترح يشبه صندوقًا أسود صغير. نحن نثق به ونضعه بين أيديهم، لكننا لا نرى دائماً ما بداخله، أو كيف يعمل.
في عالم يطلب منا الثقة العمياء بالتكنولوجيا، أنتِ تصرين على بناء ثقة مبنية على المعرفة
أنتِ لا تقبلين بهذا الصندوق الأسود كما هو، بل تحاولين دائماً إيجاد ثقب صغير لتنظري من خلاله. إنه يذكرني بكيفية قراءتكِ لمكونات أي طعام جديد قبل أن نقدمه لهم. نفس المبدأ، نفس القلب الحامي.
أرى كيف تترجمين لهم العالم الجديد

“تخيل أن بداخله مكتبة ضخمة جداً، وهو يستمع لكلماتك ثم يركض بسرعة بين الكتب ليجد لك الجواب الصحيح”
أنتِ لا تعطينهم إجابات فحسب، بل تمنحينهم استعارات ونماذج عقلية تساعدهم على بناء فهمهم الخاص للعالم. أنتِ تضمنين ألا تصبح الشاشة هي العالم كله، بل مجرد نافذة واحدة من نوافذ كثيرة يطلون منها عليه.
ثقافتنا الصغيرة… في مواجهة عالم كبير

نتفق على أوقات الشاشة، وعلى أنواع المحتوى، ونتحدث بصراحة عن سبب قولنا “لا” أحياناً. أتذكر تلك الليلة المضحكة عندما حاولنا جميعاً فهم كيفية عمل تطبيق الواجبات المدرسية الجديد.
هذه اللحظات، وهذا الحوار المفتوح، هي ما يصنع بيئة تقنية آمنة لأطفالنا. إنهم يرون أن التكنولوجيا ليست شيئاً سحرياً يتقنه الكبار فقط، بل هي أداة يمكن للجميع تعلمها. أليس هذا ما نريده جميعًا؟ من خلال حواراتنا الهادئة بعد نومهم، نحن نرسم خريطة تساعدهم على الإبحار في هذا العالم الرقمي المعقد.
المصدر: California lawmakers pass AI safety bill SB 53 — but Newsom could still veto | TechCrunch, TechCrunch, 2025-09-13
