الأخبار مع أبي

أتذكر تلك الليلة، بعد أن نام الأطفال، وجلنا نتصفح الصور القديمة. ضحكتِ على تلك التسريحة التي كانت موضة قبل سنوات، وابتسمت عندما رأيتُ صوراً لنا ونحن أصغر سناً. في تلك اللحظات الهادئة، حيث لا مكان للضجيج اليومي، نكتشف أن أجمل هدايا الحياة هي تلك الذكريات البسيطة التي تجمعنا كعائلة. النظرة التي تذوب فيها الهموم أحياناً […]

أتذكر ليلتها، لما كنا ساكنين سوا بعد ما ناموا الصغار، نتحدث عن المستقبل كما نفعل دائماً. كنتِ تحملين فنجان القهوة بين يديكِ، نظراتكِ تتجه نحو غرفة الأطفال، وتساءلنا: كيف نوازن بين تلبية احتياجاتهم النفسية وتهيئة مستقبلهم المالي؟ في عالم يغري بالاستهلاك والإدمان الإلكتروني، اكتشفنا معاً أن أفضل استثمار هو الذي يمنحهم الطفولة الحقيقية مع حماية

أتذكر تلك الليلة عندما جلسنا على الأريكة، بعد يوم طويل. كنت أشاهدكما وأنتما تكتشفان تفصيلة صغيرة في كتاب القصص – رسمة مخفية في زاوية الصفحة. رأيت العيون تتوهج بنفس البرق عندما صاح أحدكم: “انظروا! هناك فراشة صغيرة هنا!”. في تلك اللحظة، أدركت أن أعظم الكنوز لا تُشترى، بل تُكتشف معاً. لعبة الاكتشاف: كيف نتحول إلى

أتذكر تلك الليلة يا حبيبتي، حين جلسنا نتحدث عن تجديد هواتفنا مع بداية العام الجديد. الأطفال نائمون، والقهوة دافئة بين أيدينا، وذلك الإحساس المألوف بالتردد يعود من جديد. كم مرة وقفنا أمام إعلانات الهواتف الجديدة نتساءل: هل هذا ما نحتاجه حقاً؟ أم أننا ننجرف وراء الوهج الذي تخلعه علينا الحملات التسويقية؟ في عالم يتسارع فيه

أتذكر تلك الليلة عندما جلستما معاً على الأريكة، بعد أن هدأ البيت واستسلم الصغار للنوم. نظرتِ إليّ وقالتِ بتلك النظرة التي أعرفها جيداً، نظرة القلق والأمل المختلطين: “هل نستطيع حقاً تأمين مستقلين لمستقبلهم في هذا العالم المتغير؟”. في تلك اللحظة، أدركت أن العديد من الأهل يتساءلون عن كيفية بناء أساس مالي متين لأطفالنا وسط تقلبات

في صمت الليل، حين ينام الصغار، أفكر في تلك العيون التي تراقبنا بفضول لا ينتهي أتذكر اليوم ذلك المشهد البسيط، وأنتِ جالسة مع الصغير يسأل للمرة العاشرة ‘لماذا الطائرة تطير؟’، وكنتِ تجيبين بكل صبر وكأنها المرة الأولى. في عينيه ذلك الفضول الذي يذكرنا بأننا نربي جيلاً سيعيش في عالم مختلف تماماً. هذه الأسئلة البسيطة هي

أتذكر تلك الليلة جيداً… بعدما نام الصغار، جلست بجانبكِ. ذلك النظر البعيد في عينيكِ الذي أعرفه جيداً… لقد رأيتِه أيضاً – تلك اللحظة عندما كان الطفل يبحث عن معلومات لمشروعه المدرسي، ويواجه نفس المحتوى المكرر، نفس العبارات التي تملأ الشاشة دون عمق. في تلك اللحظة، شعرنا بنفس القلق: كيف نحمي عقولهم الصغيرة من هذا الطوفان

أتذكر تلك الليلة، بعد أن نام الصغار، جلسنا نحتسي الشاي وننظر إلى صورهم على الهاتف. قلتِ لي بصوت هامس: ‘أتخيلهم كباراً… في عالم قد يكون مختلفاً تماماً عما نknownه اليوم.’ في عينيكِ رأيت ذلك القلق الجميل، قلق الأم التي تريد الأفضل لأطفالها في عالم يتغير بسرعة. هذه الكلمات محاولة بسيطة لفهم كيف نبني لهم أساساً

أتذكر تلك الليلة جيداً، بعد أن هدأت ضجة اليوم ونام الصغار، جلست أراقبها وهي تحمل كوبها بين يديها. نظرت إليّ بعينين تحملان أسئلة المستقبل وقالت: “أشعر أننا نعيش في زمن مختلف، زمن يحتاج منا أن نكون أكثر وعياً بما نقدمه لأطفالنا”. في تلك اللحظة، فهمت أن حديثنا ليس عن ذكاء اصطناعي، بل عن ذكاء قلوبنا

أتذكر تلك اللحظة التي جلست فيها في غرفة المعيشة، أنظر حولي وأرى كل فرد من العائلة منغمساً في شاشته الخاصة. الهواتف بين الأيدي، والأجهزة اللوحية على الأرجل، والصمت يملأ الغرفة رغم وجودنا جميعاً. في تلك اللحظة، شعرت بأننا نفقد شيئاً ثميناً… تلك النظرات التي تتبادل دون كلمات، تلك الضحكات التي تملأ البيت، تلك المحادثات العفوية