الأخبار مع أبي

تلك الليلة، حين جلستُ بجوارك على الأريكة بعد أن نام الصغار، وشاهدنا تقريراً عن الذكاء الاصطناعي على التلفاز. نظرتُ إليكِ وأنتِ تحملين فنجان القهوة بين يديك، متعبة من يوم طويل في العمل والمنزل، وتساءلتُ في صمت: كيف لهذه التقنية أن تلمس حياتنا الحقيقية؟ كيف لها أن تخفف من همومكِ اليومية بدلاً من أن تكون مجرد

في صمت الليل، عندما ينام الصغار… نتأمل كيف يمكن للتقنية أن تكون جسراً للتواصل لا حاجزاً أتذكر تلك الليلة عندما جلستُ بجانبك على الأريكة، وأنتِ تحاولين التركيز على عملك بينما تنتقلين بين عشرات النوافذ المفتوحة. رأيتُ نظرات التعب في عينيك، والطريقة التي تحاولين بها إيجاد مساحة للتركيز في وسط فوضى الشاشة. في تلك اللحظة، أدركنا

هل تشعرين بالحيرة مثلنا مع أطفالك والشاشات؟ نفس التعب الذي أراه في عينيك كل يوم. نتساءل معاً: كيف يمكن لهذه الأجهزة التي من المفترض أن تجعل حياتنا أسهل، أن تصبح مصدراً للتفكك العائلي؟ لكن دعيني أشاركك اليوم رؤية مختلفة. ربما يمكننا تحويل هذه التكنولوجيا من عدو إلى حليف، من مصدر تشتيت إلى جسر للتواصل. اللحظة

أتذكر那样 المساء لما رجعتِ من الشغل تعبانه، والهاتف يرن برسالة تذكيرية جافة بموعد دفع. وقفتُ أراقبكِ وأنتِ تتلقين تلك الرسالة الروبوتية، وأرى كيف تضيفُ عبئاً إلى أعبائكِ اليومية. في تلك اللحظة، تساءلتُ: ماذا لو كانت التكنولوجيا تفهم؟ ماذا لو كانت تتحدث بلغة القلوب قبل لغة الأرقام؟ الذكاء الاصطناعي والتعاطف مع الأبناء أراقبكِ أحياناً وأنتِ تتعاملين

أتذكرون تلك الليلة، بعد أن نام الصغار، وجلستُ أشاهدكِ وأنتِ تحتضنين طفلنا الذي عاد من المدرسة بحزن يخفي في عينيه. بينما كنتُ أجهز الشاي، سمعتُ صوتًا يأتي من غرفته – محاولة خجولة للحديث مع المساعد الذكي عن سبب حزنه. وفي تلك اللحظة، فهمتُ شيئًا عميقًا عن الفرق بين ما تقدمه التكنولوجيا وما تمنحيه أنتِ كأم.

أتذكر تلك اللحظة البسيطة التي رأيت فيها نظرات القلق في عينيك، بينما كان طفلنا يكتشف تطبيقاً تعليمياً جديداً. تلك النظرة التي تجمع بين الفخر بفضوله والخوف الخفي الذي لا نعترف به إلا لبعضنا البعض في المساءات الهادئة. في عالم يتسارع فيه الابتكار، أصبحنا نوازن بين رغبتنا في تشجيع أحلامهم وخوفنا من مخاطر لا نعرفها بعد.