عندما تسأل ابنتي \”لماذا؟\” تحت القمر… نحن نزرع المستقبل

\"طفلة

تذكرين تلك الليلة حين هدأت حماسة البيت أخيراً؟ mientras كنتِ تقشّرين تفاحة لغداً، همست لي: \”اليوم سألني الصغير عن سبب اختفاء القمر وراء السحاب\”. في زحمة أيامنا التي تشبه محطات الميترو، جعلتني كلمتكِ أقف أمام الحوض… أتخيل عينيه الصغيرتين تبحثان عن إجابة.

لم أعد أرى هذا المشهد كسؤال عابر، بل كبذرةٍ تتشكل: لحظةٌ واحدة حيث قلتِ: \”ما رأيك أن نبحث معاً؟\”… كانت بهذه اللحظات الصغيرة، نبني مستقبل طفلنا.

\”أخبريني أكثر\”… لحظة لا تُقدّر بثمن

هل تتذكرين عندما سألت ابنتكِ في السيارة: \”لماذا لا نرى الله؟\”؟ أتذكر كيف أمسكتِ بيدها برفق، لم تسردي قصصاً جاهزة، بل قلتي: \”سؤال جميل! ما الذي يخطر في بالكِ؟\”. في زحمة الشارع تحت جسر فاطمة، بينما تلمع مصابيح السيارات، كانت تلك اللحظة تُذكّرنا: ليس المهم أن نملأ فراغ السؤال بل تفتح نافذة التفكير. كما يقول المثل العربي: \”السؤال مفتاح العلم\”.

غالباً تصير \”اللماذا\” المتكررة كجرس إنذار يطرق أعصابنا (نصغي معاً لضحك خفي!). لكن عندما تخاطبين عينيه وتقولين: \”دعنا نكتشف هذا السرّ\”، تتحولين من مُجيب إلى رفيق رحلة.

هل رأيتِ شغفه في ملاحظة شروق الشمس من سيارة المدرسة؟ هذا ليس تحمّل روتين الصباح، بل اكتشاف أن كل ظلّ على الأرض هو درسٌ في الفيزياء… تزرعه في قلبه بسؤال واحد: \”ماذا لو جرّبنا معاً؟\”

من شاشة الهاتف إلى حكايات السماء

في عالمٍ تفيض أجهزتنا بإشعارات المراكز التعليمية، تختارين غالباً طريقة مختلفة. مثلما فعلتِ حين سأل الصغير عن انبثاق الأزهار، فذهبتِ به إلى حديقة المنزل تلمسان أوراق الأشجار… تهمسين: \”هذا السدر يتنفس مثلكِ يا صغيري\”. لم تطلبي \”تعلم عن النبات\” من تطبيق، بل صنعتِ معه مختبراً في الحديقة الخلفية.

هذه التجارب ليست منعزلة بل هي قطع في رحلة التعلم المستمر

ذات ليلة، حين طلب ابنكِ: \”هل النجوم تسهر مثلنا؟\”، اخترتِ المشي إلى الكورنيش بدل تحميل تطبيق عن الفضاء. جلستُما تحت النجوم تبحثان عن أشكالها… في تلك اللحظة، فهمتُ معنى ما قرأته في مقال:

\”التكنولوجيا وسيلة، لكن الحرارة الحقيقية للتعلم تنبض بين أصابع تُقلّب تربة الورد\”

حتى لو مررتما بمكتبة جديدة وعليها لافتة كبيرة، لن تضاهي القيمة التي نمت في قلبه حين رأيته يزرع بذرة من تلقاء نفسه.

الجميل في \”لا أعرف\”… هو أننا نبحث معاً

صراحةً، أدهشني ليلة رؤية الهلال عندما سألتكِ: \”لماذا يختفي البحر أحياناً؟\”. لم تهربين خلف جمل جاهزة، بل قلتِ ببساطة: \”هذا سؤال أحبّه! غداً سنزور الشاطئ نكتشف معاً\”. في لحظة، تحوّل \”لا أعرف\” من نقطة ضعف إلى جسر… خاصة مع ما يخبرنا عنه خبراء التعليم: \”الفضول الحقيقي يبدأ من الاعتراف بحدّ المعرفة\”.

تذكرين عندما اصطحبتكما إلى جامع التاريخ يسألان عن طريقة بناء هذه الجدران؟ لم تسردي حقائق، بل شجعتهما على لمس الحجارة وتخيل أنفسهما بناة. هذا ليس \”教学质量\”، بل إيمان بأن القيمة ليست في جواب سريع، بل في الرحلة.

حتى لو انضمّت إليكما جدّتهما هناك، رأيتنا نصنع شيئاً أثمن: ذكريات تُعلّمهما أن التعلم لعبة جماعية… حيث السؤال الذي تطرحينه: \”ماذا لو جرّبنا رسم خريطة للمحيط؟\” قد يصبح يوماً مشروعاً لعالمٍ يبحث عن الجواب.

هذه الأسئلة التي تظهر اليوم بسيطة هي التي تُشكّل شخصية طفل الغد، شخصية تتساءل وتستكشف وتؤمن بقوة المعرفة

Latest Posts

Sorry, layout does not exist.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top