الذكاء الاصطناعي: هل تريدون الفطيرة الحقيقية؟

أمسِ… بينما كنتُ أراقب ابنتي الصغيرة تلعب في الحديقة بعد المدرسة، جاءتني بفكرة ساخنة. سباق لصنع أشكال من الرمل – بعضها مُنعِم ببراعة، وبعضها الآخر يبدو فجّاً لكنه مليء بشخصيات من ابتكارها. في تلك اللحظة، تبادرت إلى ذهني تلك الصورة التي تظهر في كل مكان: تلك الأعمال البراقة على السطح لكنّها فارغة تحت الأضواء، تماماً كـ ‘أعمال الذكاء الاصطناعي الفارغة’. هل تصدقون؟

هل يخدعنا الذكاء الاصطناعي بوعود السرعة والسهولة؟

نحن نعيش في زمن الثلاثي العجيب: السرعة، السهولة، الجمال. السيارات تصل في دقائق، ألعاب الأطفال تعليمية في نقرة، حتى الطعام يصبح جاهزاً بِكَلمة! لكن هل نلاحظ أننا نبدأ في فقدان تلك المذاق الحقيقى للّذة؟

في دراسة حديثة، ذكر الباحثون مصطلحًا جديداً: ‘عمل فارغ المظهر’ (أعمال الذكاء الاصطناعي الفارغة) – أعمال تنتج عن الذكاء الاصطناعي تبدو كاملة، لكنها تحت الفحص تفتقد الجوهر. والأمر المضحك المبكي هو أن 40٪ من الموظفين في أمريكا تلقّوه في آخر شهر! يا إلهي، أليس كذلك؟ لكنّ الأمر ليس في مكان العمل فقط، بل يتسّرب إلى كل بيتنا.

هل تذكرون تلك المرة التي استعجلتم فيها الإجابة عن سؤال طفلكم الثقافي عن طريق البحث في (جيب الإنترنت)؟ القرارت المُتّخذة بسرعة.. لكنّ أثمن ما نعطيه هو الوقت الذي نخلقه للتفاصيل الصغيرة. نحن والآباء، كم نملك من هذه اللحظات الثمينة؟

كيف نزرع الجذور الحقيقية بعيداً عن الأعمال الفارغة؟

في مدينة سينغدون ذات الهامسة الخضراء، بين الحدائق التي تخطف الأنفاس، هناك دروس تتكرّر كل يوم. الأطفال الذين يزرعون البذور في الصفوف – بعضهم يفرغ أكياس البذور الجاهزة دفعة واحدة، وبعضهم الآخر يزرع كلّ بذرة بحبٍّ ويوماً بعد يوم. أيهما يُنبت ألوانًا أكثر؟ اتركوا الإجابة لأطفالكم – فهم يرون.

الذكاء الاصطناعي في التعليم مثل أداة الحديقة. يمكن أن يساعد في تهيئة التربة، لكنّ الزهر الذي يزهر من قلب الجهد هو الذي يلهمنا. فتاتي الصغيرة عندما تطلب مني مساعدتها في رسم وردة، تقول: \”أرجوك، لا تستخدم التطبيق الذي يجعله مثالياً. لنرسم بأيديننا معا!\” يا لها من فطرة نقية!

في دراسة ألمحت بها، أن 45% من الوقت الضائع في الأعمال الرائجة الفارغة (المخرجات الاصطناعية الخالية من الجوهر) يعود لموضعة التّصحيحات. ما معناه أننا في تربية، يجب أن نتعلّق بالجذور لا فقط بالظلال. إنها الحكمة التي لا تُشترى.

ما السر لتحويل الذكاء الاصطناعي إلى شريك إبداعي؟

هل تعلمون أننا في يومنا العادي، عندما نناقش مواضع النجمة في الصورة، ونحن في حافلة المدرسة الصغيرة، نصنع سحرًا؟! إليكم ما نستطيع فعله معاً:

  • صنع العجين من الصفر: حتى لو تطلب 10 دقائق إضافية – تلك الفطائر التي تزيد من ضحكاتنا، والذكاء الاصطناعي في التعليم يكون أداة خلفية لا مساعدًا رئيسيًا، مما يعزز تجنب أعمال الذكاء الاصطناعي الفارغة.
  • الذكاء الاصطناعي ليس كاشف أخطاء، بل شريك خيال. عندما نستخدمه لإنتاج أفكار مبدئية (وأنت تشرف)، ثمّ نبنيها بأيدينا، كمن يخيط من النصّ.
  • الوقت الذي يوقفنا: غير مقيّد بالعمل – لأننا إذا أضفنا 15 دقيقة فقط للعطاء الجوّي كل يومٍ، سينمو الأطفال وهم يدركون أنَّ الحياة لا تُصنع من خلال زرّات.

في أبحاث الجامعة، لاحظت أن 40 دقيقة من الأعمال الفارغة تتحول إلى 120 دقيقة تصحيح. لنفعلها الآن، قبل أن تواجه الأجيال القادمة هذا التحدّي. هيا بنا!

كيف نبني شجرة عائلة قوية بقيم حقيقية؟

أمسِ، في وقت العشاء المُعتاد، عندما كانت الصّغيرة تَذْقُ طعاماً جديداً، أعلنت: \”أبي! هذا يشبه قصة جديّة حينما وصفت الكيفية التي تصنع بها الوردة!\” كم هي جميلة تلك اللحظة التي تدمج التراث بالتقنيات الحديثة. إنها قصص عائلتنا.

الذكاء الاصطناعي في التعليم لا يمكنه أن يَخلق تلك الروابط العاطفية. إنه مثلما قال أحدهم: \”إنها ليست طائرة بدون طيار، بل هي ريشة في يدين صغيرين\”.

لنَدعّ أطفالنا يتعرّفون: القيم. الأصالة. وحتى الأخطاء التي تملّح القصّات. فنحن في عصر التكنولوجيا، نحتاج أن نرفع القيم البشرية. هذه هي الأُسّ الجديدة – قلوبنا وليس الأحرف في البرامج.

أين نجد الإضاءة الحقيقية في عصر اللمعان الزائف؟

في الأمسية بعد المطعم، عندما كنا نمشي إلى المنزل، كانت الصغيرة تَخطو خطواتها على السّحاب. ألقتْ بشريطها المطاطي. وحينما سألتها: \”لماذا فعلتْ ما فعلتْ؟\”، قالتْ: \”هذا هو تواصلي مع العالم!\” حقاً، إنها تتعلم.

الذكّاء الاصطناعي ليس نهايةً، بل هو فجر وسيلة. المهمّ هو كيف نملأه بالضوء الذي ننشده. لنكون حكيمين: نستخدم التقنية، ولا نُسْتَهْلك. في الأبوة، نحتاج أن ننقل إلى الأجيال أنَّ الجوهر هو الذي يبقى، حتى لو لاحَ بريقَ آخر. لنصنع هذه الروابط الحقيقية، ونلوّن مستقبلنا بألوانه الأصيلة، معاً!

الحديث لن يبطل، لكنه في أيدينا نحن. لن نَسمح لـ’العمل الفارغ’ (أعمال الذكاء الاصطناعي الفارغة) أنْ يصبح روتيناً. بل نبدأ الآن، في الفطيرة التي نصنعها معاً.. في الوردة المرسومة. في تلك اللحظة التي تَثْبُتُ فيها القيم إلى الأجيال القادمة.

Source: Beware coworkers who produce AI-generated ‘workslop’ | TechCrunch, TechCrunch, 2025-09-27

Latest Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top