
أتذكر عندما اشتريت أول مكبر صوت ذكي لمنزلنا، كان الأمر يشبه إضافة صديق جديد للعائلة – يستمع، يجيب، ويساعد في تنظيم يومنا. ولكن مع مرور السنوات، لاحظت كيف أصبح هذا الصديق الرقمي أبطأ، وأقل دقة، وكأنه يحتاج إلى منحة جديدة من الاهتمام. اليوم، مع إعلان جوجل عن جيميني للمنزل، يتساءل الكثيرون: هل البرمجيات وحدها تكفي لإنعاش أجهزة فقدت بريقها؟
من المساعد إلى جيميني: كيف تتطور التكنولوجيا الذكية؟

تقارير الأخبار تشير إلى أن جوجل تحاول إحياء خط أجهزة نست الذكية من خلال جيميني، بعد سنوات من الإهمال النسبي. الكاتب في Android Authority يصف كيف أن جودة الاستماع والرد في المساعد الذكي قد تدهورت بشكل ملحوظ، حيث أصبح الجهاز يخطئ في السماع أو يرد على أسئلة لم تُطرح أصلاً!
هذا يذكرني بلعبة “الهاتف المكسور” التي نلعبها مع ابنتي، حيث تنتقل الرسالة من شخص لآخر وتتشوه تدريجياً. أحياناً أتساءل: هل أصبحت أجهزتنا الذكية تلعب نفس اللعبة معنا؟
لكن الأمل موجود – فجيميني يعد بتحسين فهم الأوامر الصوتية والتحكم في المنزل الذكي، مما قد يجعل التفاعل أكثر سلاسة وذكاءً. السؤال الحقيقي: هل البرمجيات المتطورة يمكنها تعويض قصور الأجهزة القديمة؟
التحدي الحقيقي: لماذا لا تكفي البرمجيات وحدها للعائلة؟

التقارير تشير إلى أن مكبر صوت نست ميني الأرخص لم يتم تحديثه منذ 2019! تخيلوا – ست سنوات دون أي تحسينات في العتاد. هذا يعني أن الميكروفونات القديمة، مهما كانت البرمجيات ذكية، قد تظل عاجزة عن التقاط الأصوات بدقة.
هذا يشبه محاولة تركيب محرك سيارات فاخرة على هيكل قديم – القوة موجودة، ولكن الأساس لا يستطيع تحملها. في عالمنا العائلي، هذا يترجم إلى إحباط عندما تطلب من الجهاز تشغيل أغنية لابنتي فلا يستجيب، أو عندما يحاول المساعدة في وصفة طعام وينتهي به الأمر إلى تشغيل فيديو عن رياضات متطرفة!
جوجل تواجه منافسة شرسة من أمازون وإيكو، التي حافظت على أجهزتها محدثة ومتاحة. بينما توقفت جوجل عن بيع مكبرات الصوت نست في أسواق رئيسية، كما تشير التقارير.
دروس للعائلة: كيف نحقق التوازن بين البرمجيات والعتاد؟
هذه القصة تذكرني بتربية الأطفال في عصر التكنولوجيا. كم منا يحاول “ترقية” مهارات أطفالنا من خلال التطبيقات التعليمية فقط، متناسياً أن “العتاد” – أي العقل والجسد – يحتاج إلى الرعاية والتغذية المناسبة أيضاً؟
ابنتي تحب أن تسأل المساعد الذكي عن حقائق عشوائية، ولكنني أشجعها أيضاً على البحث في الكتب، والتجارب العملية، والتحدث مع الجدين عن خبراتهم. البرمجيات المتطورة رائعة، ولكنها لا تغني عن الأساس المتين.
في عالم سريع التغير، حيث الوظائف المستقبلية قد تتطلب مهارات لا نعرفها اليوم، تعلمنا قصة جيميني ونست درساً مهماً: الابتكار الحقيقي يحتاج إلى توازن بين البرمجيات المتطورة والعتاد القوي، سواء في الأجهزة أو في تربية الأطفال.
نصائح عملية للعائلة الذكية: توازن تكنولوجي ذكي

من واقع خبرتنا العائلية، إليكم بعض الأفكار لموازنة التكنولوجيا في المنزل:
- اختر الأجهزة بحكمة: لا تنجرف وراء أحدث البرمجيات فقط، انظر إلى جودة العتاد وعمره الافتراضي
- شجع التفاعل متعدد الوسائط: دع الأطفال يجربون البحث بالمكتبة والإنترنت، السؤال والاكتشاف العملي
- ضع حدوداً ذكية: مثلما تحتاج الأجهزة إلى تحديثات، تحتاج العائلة إلى أوقات خالية من الشاشات
- استخدم التكنولوجيا كجسر: اجعل المساعدات الذكية وسيلة للتعلم المشترك، وليس بديلاً عن الحوار العائلي
التقارير تشير إلى أن جوجل تضيف ميزات تعمل بجيميني إلى برنامج Google Home Public Preview، مما يعني أن التغييرات قادمة. لكن كما يقول المثل العربي: “لا تضع كل بيضك في سلة واحدة” – التنوع والتوازن مفتاح النجاح.
نظرة نحو المستقبل: ما أملنا في التكنولوجيا الذكية للعائلة؟
رغم التحديات، أنا متفائل بمستقبل التكنولوجيا في المنزل. جيميني يمثل خطوة نحو تفاعلات أكثر ذكاءً وطبيعية، وقد يجعل المساعدات المنزلية أكثر فائدة للعائلات.
أتخيل يوماً حيث تساعدنا هذه التقنيات في تنظيم جدول العائلة، تذكيرنا بمناسبات خاصة، وحتى اقتراح أنشطة تعليمية مسلية للأطفال بناءً على اهتماماتهم.
لكن الأهم من ذلك، أتمنى أن تبقى التكنولوجيا أداة في خدمة الإنسان، وليس العكس. وأن نستمر في تربية أطفال قادرين على استخدام التكنولوجيا بحكمة، مع الحفاظ على التواصل الإنساني والفضول الطبيعي.
كما يقول الحكماء: “الوسيلة الجيدة لا تغني عن الغاية النبيلة”. فلتكن تكنولوجيتنا وسيلة لتعزيز روابطنا العائلية، وليس إضعافها.
المصدر: Gemini for Home isn’t enough to revive Google’s forgotten Nest speakers, Android Authority, 2025/09/06
