كيف نجيب عن أسئلة أطفالنا التي توقفنا في مسارنا؟

طفل يسأل والديه سؤالاً محرجاً

تلك اللحظة التي تتوقف فيها الأنفاس.. حينما ينظر الصغير إليك بتلك العينين الواسعتين ويسأل سؤالًا يُضعِف ركبتيك. هل تتذكرونها؟ هذه اللحظة تصادفنا كل يوم، أليس كذلك؟ أحيانًا أتساءل كيف تجد ابنتي هذه الأسئلة الصعبة في سنها الصغيرة! كنّا يومًا نتمنى أن يبدأوا الكلام، واليوم نتمنى أحيانًا أن يمنحونا دقيقة للتفكير! لكن وراء كل سؤال محرج، هناك كنز مخفي. سأشارككم بعض اللحظات التي علمتني فيها أسئلتهم أكثر مما تعلمتهم أنا.

الخطوة الأولى: لا تهرول.. تنفس

هل حدث أن شعرتم بالحرارة ترتفع إلى وجوهكم عند سؤال غير متوقّع؟ لقد شهدتها مع زوجتي ذات مساء. سألتهما الصغيرة: ‘لماذا تبكي السماء حين تمطر؟’. رأيت عيني زوجتي تتسعان للحظة، ثم ابتسمت ابتسامة هادئة. لم تبدأ بشرح دورة المياه، بل سألته: ‘برأيكِ أنتِ؟’. بذلك السؤال البسيط، بدلاً من أن يصبح اختبارًا علميًا، حولته إلى مغامرة تخيّلية! تعلّمت أن التوقف لثانية ليس ضعفًا، بل هو جسر نحو عالمهم.

الفضول ليس عدواً.. بل دليلٌ شخصي

ماذا لو رأينا أسئلتهم الصعبة كهدايا لا كألغاز؟ أذكر يومًا سألني الصغير: ‘كيف دخل الطفل إلى بطن ماما؟’. بدا السؤال كصاعقة، لكن زوجتي أمسكت بيدي وقالت: ‘سنجيب بما يناسب عمره الآن’. شرحنا له بلغة بسيطة كيف ينمو الأطفال في مكان آمن حيث يمنحهم الحب القوة، تمامًا مثل البذور في التربة. المفاجئ؟ بعد شهور، جاء يشرح لأخته الصغيرة الفكرة ذاتها بكلماته البريئة. تعلمنا أن الإجابات ليست نهايات، بل بدايات لحوارات أعمق.

مختبر الحياة اليومي

طفل يستكشف الخضراوات في المطبخ

المطبخ، السيارة، حديقة المنزل.. كلها فصول دراسية لم نلاحظها. هنا، حيث تذوب تقاليد كوريا وكندا معًا في رحلتنا اليومية نحو التعلم. ذات يوم، بينما نقطع الخضراوات، سألت ابنتي: ‘لماذا الدم أحمر؟’. بدلًا من تفصيل شرح علمي، أحضرت ورقة بيضاء وقلما أحمر. رسمنا معًا خريطة مبسطة للجسم، حيث يصبح اللون الأحمر بطلًا يحمل الأكسجين. تحول الغداء إلى رحلة استكشاف. هذه اللحظات تُذكّرنا أن الإجابات الحقيقية لا تُعطى، بل تُكتشف معًا.

عندما لا نعرف الإجابة.. أوه، هذه هدية!

قلب ‘لا أعرف’ ليس نهاية العالم، بل هو بداية مغامرة مشتركة نحو المعرفة

كم مرة أحرجتنا أسئلة لم نكن مستعدين لها؟ في إحدى المرات، سألني ابني: ‘بابا، هل يوجد باب للسماء؟’. اعترفت له بصراحة: ‘لا أعرف، لكنني أحب تخيّل ذلك معك’. قضينا المساء نرسم تصاميم مختلفة لأبواب سماوية، من أبواب قزح إلى بوابات فضية. تعلمت في ذلك المساء أن قول ‘لا أعرف’ ليس نهاية العالم، بل هو بداية مغامرة مشتركة نحو المعرفة.

الأسئلة الصعبة: جسر نحو قلوبهم

وراء كل سؤال ‘محرج’، هناك خيط ذهبي يربطنا بأبنائنا. حين يسألون عن الموت أو المرض أو الاختلافات، يبحثون في الحقيقة عن الأمان. رافقني يوماً هذا الموقف: بعد رؤية طفل على كرسي متحرك، سألت ابنتي: ‘هل يمكن أن لا تمشي مثلنا؟’. بدل الإجابات الجاهزة، عانقناها وقالت زوجتي: ‘كلنا نمتلك تحديات، لكننا نجد دائمًا طرقًا لنعيش بفرح’. ذلكoday، أدركت أن أعظم الإجابات ليست بالكلمات، بل بالاحتضان الذي يقول:

‘أنا هنا معك في كل سؤال’

في نهاية المطاف، ليس الإجابة هي الأهم، بل تلك اللحظات التي نقضيها مع أطفالنا في البحث عن الحقيقة.

أحدث المنشورات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top