
يبدو أن الأبوة في عصرنا الحالي هي رحلة مليئة بالمغامرات والتحديات. أنا أب كوري-كندي لدي ابنة ولدت عام 2018، والآن تبلغ من العمر 7 سنوات. أحيانًا أشعر أنني أبحر بين عوالم متعددة – بين تقاليد الماضي وتقنيات المستقبل، بين التعليم المفتوح والحماية الضرورية. كيف يمكننا كآباء أن نمنح أطفالنا تجربة طفولة موفرة للفرح والفضول مع إعدادهم لتحديات العصر الرقمي؟
التجول المستمر بين العوالم

التنقل المستمر بين عوالم الثقافات المختلفة هو جزء أساسي من حياتنا كأسرة. في منزلنا، نجد أننا ندمج بين تقاليد كوريا القديمة مع القيم الكندية الحديثة. على سبيل المثال، قد نتناول طعام العشاء مع طبق کیمچی (كيمتشي) التقليدي بدلاً من البطاطس المقلية الكندية! لكن كيف يمكننا أن نعلم أطفالنا احترام هذه التقاليد مع فهم عالمهم الرقمي المتغير باستمرار؟
بالنسبة لي، الحل يكمن في التواصل المفتوح والمشاركة الفعلية في حياتهم. عندما تشاركني ابنتي في ألعابها الإلكترونية، أرى كيف تفكر وتحل المشكلات بطريقة مختلفة تمامًا عن طريقتي. هذه اللحظات هي حيث يحدث التعلم المتبادل!
أحيانًا، عندما تشارك ابنتي ألعابها الإلكترونية، تفاجئني بطرق تفكير جديدة. هل تخيلت يومًا أن لعبة بسيطة يمكن أن تكون بوابة لفهم عقل طفلك؟ بالتأكيد! عندما تترك طفلة تتصرف بحرية في بيئة رقمية، تفاجئك بطرق تفكير لم تكن لتتخيلها!
دوري الثاني كأب

بعد يوم طويل في العمل، تبدأ “دوري الثاني كأب”. لكن بدلاً من أن تكون عبئًا، أعتبرها فرصة ذهبية للتواصل مع ابنتي. قد لا أكون بحاجة إلى إدارة فريق أو تحليل بيانات في هذه المرحلة، لكني بحاجة إلى إدارة طفلة مليئة بالطاقة والفضول!
السر يكمن في التخطيط المسبق والاستمتاع باللحظات الصغيرة. على سبيل المثال، رحلة قصيرة إلى الحديقة القريبة بعد العشاء يمكن أن تكون مغامرة رائعة. أحيانًا، أستخدم تطبيقات بسيطة لتنظيم وقتنا معًا، مما يمنح مساحة للإبداع واللعب دون ضغط.
هذا ما أتعلمه دائمًا:
اللعب الحر هو أفضل طريقة للتعلم! عندما تترك ابنتي تتصرف بحرية، تفاجئني بابتكارات ومهارات لم أكن لأعلّمها لها مباشرة.
لغة الفهم

في عالم مليء بالتقنيات المتقدمة، أصبح من الضروري أن نتعامل مع أطفالنا بلغة الفهم والاحترام المتبادل. لا يتعلق الأمر فقط بوضع قواعد صارمة للشاشات، بل بفهم لماذا تجذبهم هذه التقنيات أولاً.
أنا أؤمن أن “التعليم بالذكاء الاصطناعي” يمكن أن يكون أداة رائعة إذا تم استخدامها بشكل صحيح. على سبيل المثال، يمكن لتطبيقات الذكاء الاصطناعي أن تعزز إبداع ابنتي في الرسم أو الموسيقى من خلال تقديم أفكار جديدة وتحفيز خيالها. لكن الأهم هو أن نكون موجودين فعليًا معهم في هذه التجارب.
عندما نتحدث معهم عن ما يرونه على الشاشات، نمنحهم فرصة لتفحيم المحتوى وتطوير مهارة النقد. هل تعلمت أن أسأل ابنتي عن رأيها فيما تشاهده؟ هذه الأسئلة البسيطة تغير كل شيء! فهي تشعر باحترام رأيها وتطور مهارات التفكير النقدي لديها بطرق طبيعية.
نعم، بين تقاليد الماضي وتقنيات المستقبل، نحن نبني الجسور مع أطفالنا. ليس الحماية هي الهدف، بل التمكين ليكونوا جزءًا من العالم بثقة وإبداع.
المصدر: Jay Safdar on building trust, driving growth and keeping AllSaints edgy, The Drum, 2025/09/23
